اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / حرب العدوان على اليمن.. حرب فاقدة للهدف

حرب العدوان على اليمن.. حرب فاقدة للهدف

بقلم / غالب المقدم

على عكس ما يتصوره الكثيرون ممن يراقبون الوضع في اليمن منذُ بداية العدوان في 26مارس 2015 م، الذي استهدف البنية التحتية للبلاد، وكما كان البعض يتصور انه لا توجد أجنده واضحة للسعودية والامارات في اليمن؛ بل جاءت لإنقاذ اليمن من ايادي انصار الله، واعادة شرعية هادي.
إلا أن العداء التاريخي لبلادنا من قبل السعودية جعلني اتصور عكس ذلك وأن ما يجري من مشاهد دامية وعبثية في الساحة التي تتمحور بها قوى العدوان تحملنا صورة واضحة المعالم.. لما تضمر وتخفي من نوايا اجرامية لنا نحن اليمنيين ، وتنفيذ لمخططات استعمارية كبرى من خلال تفتيت الوطن ونهب مقدراته وثرواته على المدى البعيد وهذا ما تؤكده سنوات الحرب منذُ انطلاق بماتسمى بعاصفة الحزم قبل أربع سنوات.

ايضاً غياب مشروعية الحرب واهدافها السامية التي جاءت من اجلها كما أدعت بأنها جاءت لتحرير اليمن وإخراجه من تحت الوصاية الإيرانية .. هو دليل واضح على كذبها وزيفها الهزيل .. فمنذ البداية وتحالف العدوان الذي جسد دوره في هذه الحدود لم يعطي لشركاه في الحرب ادوار.. بل ورطتهم في جرائم حرب وهم بعيدين عنها ، وهذا مؤشر واضح لما كانت تخفيه مملكة ال سعود من الحقد والكرهه لليمن أرضاً وإنسان على مر العقود الماضية .
بل قامت بإقتسام مركز صناعة القرار بينها وبين ابوظبي.. بدلاً من ان تكون بيد هادي وطاقمه كقيادة موحدة كما يفترض.
لكن ما ظهر في المشهد العام أن الحرب تجري بطريقة مجزأة على ارض الواقع مما ولد الكثير من النزاعات والتناحرات بين الفصائل التي كونت ،والتي ازيل عن بعضها الستار لتخرج لنا بوجهها الحقيقي لتأييد هذا العدوان منذُ اليوم الأول.

وهذا ما سبب ضبابية في الرؤية لدى الكثيرين من المراقبين الدولين فإلي حد كبير بقيت التصورات السياسية معلقة ، والشؤون العسكرية قضايا مرتجله ،وهذا يعود الى عدم فهم ساحة الحرب وطبيعتها الجغرافيه التي ساهمت في صمود الجيش اللجان الشعبية في صد هذا العدوان .

هذا ما جعل دول العدوان تغوص في مستنقع تشعر فيه انه يبتلعها كل يوم يمر عليها او أنها تسقط في وادٍ سحيق لا قعر له ؛ وهذا ما جعل المشهد اليمني اكثر تعقيداً يصعب التكهن فيه الى اين تؤول الامور كما انه يتطور خارج اجهزة الرقابة ( الرادارات الامريكية والبريطانية السعودية والإماراتية ) التي اوهمونا بأنها ترصد دبيب النمل .

الا أن هذه القوى والفصائل والداعمون المحليون لهذا العبث وزعماء القبائل المجتمعه تحت رعاية العدوان يدّعون انهم مازالوا يعملون بالتنسيق مع بعضهم بعض، كـ معسكر واحد، ولكنهم في الواقع يعملون بشكل منفرد كلاً له أهدافه الخاصة ، هذا إن لم يكونوا في حالة صراع فيما بينهم على اغتنام الغنيمه كما يخيل لهم.

فهذه النزاعات والخلافات تؤكد حقيقة التشظي بين الفصائل الملشوية التابعة لتحالف العدوان المناهضة لقوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لسلطة الأمر الواقع والتي تمثل حزب الاصلاح، والحشد الشعبي ومليشيات ابو العباس السلفية، وبشمرجة المجلس الإنفصالي وورثة صالح واتباعهم، وإذا نظرنا إلى عمق هذا الصراع الدائر بين هذه الأطراف، من الصعب أن نؤمن بوجود أي تنسيق ممكن بينهم ، سواء على أساس يومي أو كأهداف استراتيجية بعيدة المدى، في نفس الوقت سيؤدي الى هذا النزاع المزيد من نزيف الدم اليمني .

كما أن مثل هذا الوضع يعقد المشهد السياسي و يعيق الفرص المؤدية الى أي تسوية سياسية، ويقوّض جهود السلام للأسف.

والمشكلة أن الكثير من الساسة اليمنيين الذين كانوا يدعون الولاء الوطني المتمسكين بالثوابت الوطنية ممن ادعوا الولاء الوطني أنه مبدأٌ شريف وأن المحافظة على كرامة اليمن ارضاً وانسان ،والدافع عن وحدته وسلامة اراضيه واجب ايماني مقدس.

فقد استطاعوا استمالتهم بإغراءت متنوعة أين كان نوعها
حتى انبطحوا لمخططات التقسيم، موافقين على استراتيجية دول العدوان ، وليس هذا وحسب .. بل اصبحوا يدافعون عن جرائم العدوان التي يرتكبها بحق المدنيين التي استهدفت المدارس و صالات الأعراس والباصات والسيارات التي تقل مدنيين .

ويبقى السؤال هل انعدم عند هؤلاء الشعور بالإنتماء لهذا الوطن؟ والى متى سيظلون يتلسون عن جرآئمهم التي لا يمكن ان ينهال على وجههاالتراب .

في حين أن المجتمع الدولي بدأ يرتفع صوته المعارض لسياسية السعودية والامارات التي تقتل شعب اليمن بلا رحمة ..كما ان ازمة الثقة تظهر اكثر وضوحاً في بعض العواصم الأوروبية بينهاوبين دول العدوان حتى في واشنطن نفسها وخلال السنوات الماضيه فقظر برلمانيون يرفضون استمرار دعم الولايات المتحدة للسعودية في حربها ضد اليمن ، وهذا ما يجعل الكثير من الدبلوماسيين الغربيين لا يقبلوا فكرة أن الحرب تفتقر إلى الاستراتيجية والتنسيق، وإنما غياب المشروعية والهدف.
وقد يفضي الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في النهاية، الى الوقوف مع مظلومية الشعب اليمني من اجل ايقاف الحرب .

نتيجة لعبثية العدوان وفصائله المتصارعه في المناطق الخاضعة لسيطرته، و تدهور الوضع الإنساني في كل ارجاء البلاد .
أيضاً جرائم النظام السعودي بحق ابناء شعبه مثل قضية إغتيال الصحفي جمال خاشقجي وقتل العديد من النشطاء الحقوقيون ، قد يؤدي إلى تعمق أكبر في النظر لهذا الواقع المأساوي ، مما يجعل السعودية في قادم الايام تدفع الثمن غالياً.
ومع هذا مايزال الإنسان اليمني يدفع الثمن باهظاً كلما مرر عليه الوقت – ولكنه يظل دين ستدفعهُ دول العدوان لاجيالنا القادمة طال الزمن او قصر، حيث لن يكون الإعتداء على اليمن حدثاً معزولاً عن الاقليم و العالم وانما حدث سيضج به العالم اجمع حين نردد الصاع صاعين.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 20 =