المرصد نيوز/ بقلم فاروق مريش
إذا كان تاريخ ١٤ أكتوبر ١٩٦٣ هو إعلان الشعب اليمني ثورته وغضبه ضد المستعمر البريطاني .
فإن ١٤ أكتوبر ٢٠١٩ هو إعلان الشعب اليمني استقلاله الحقيقي من المستعمر السعودي والوصاية البريطانية والدولية بمختلف مسمياتها .
منذ مطلع القرن العشرين قامت المملكة البريطانية بغرس المملكة السعودية كبذرة خبيثة في المنطقة لتثمر زعزعةً وتجزيئاً للمنطقة العربية والإسلامية .
من يومها وكل كارثة ودسيسة ومصيبة في الأمة الإسلامية إلا وفيها رائحة خيانة سعودية ويد غدر سعودية ولئامة عقال سعودي .
وما معاهدة ( دارين ) التي وقعت بينهما في عام ١٩١٥ الا خير شاهد على عمق الصلة التاريخية بين الأم وبنتها غير الشرعية ، وقد تلتها معاهدة واتفاقية ( جدة ) في عام ١٩٢٧ ، والتي بدأت بالاستهلالة التالية :
” جلالة ملك بريطانيا وأيرلندا والممتلكات البريطانية من وراء البحار وإمبراطور الهند من جهة، وجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها من جهة أخرى ” . راجع ويكيبيديا .
بعد قرابة القرن هاهو التاريخ يعيد نفسه والزمان يدور دورته ليقول لنا أن الشعوب لن تتحرر حتى تعي حقيقة أعدائها ، وأن التستر خلف المقدسات الدينية والشعارات العربية لا ينفي خيانة الخائن لأمته .
وإذا كان العقال العربي قد تحول إلى اللون الأسود منذ سقوط الأندلس فإني موقن تماماً أن العقال العربي سيستعيد عروبته وكرامته البيضاء يوم يسقط العقال السعودي من رأس الأمة .
١٤ أكتوبر تاريخ له نكهة بمذاق الخيانة بالنسبة للعروبة ، لأنه التاريخ الذي أسقط الدولة العثمانية في عام ١٩١٨ م ، والذي رسمت فيه المملكة البريطانية الحدود بين سوريا وفلسطين عام ١٩٣٧ م ، وأبرمت فيه معاهدة لفصل الكويت عن العراق في عام ١٩٦٤م ، وعين فيه حسني مبارك رئيساً لمصر في عام ١٩٨١ م …
بينما كان هذا التاريخ نفسه ١٤ أكتوبر ١٩٦٣ م بمذاق العزة والحرية للشعب اليمني وهو ينتفض على المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ويعلن لها الغروب من جهة الجنوب .
١٤ أكتوبر ٢٠١٩
🙇🏻♂