اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الوطن المفقود ….وجهة نظر على الطريق

الوطن المفقود ….وجهة نظر على الطريق

 

 

المرصد نيوز: بقلم /وائل الطاهري
تأجل سفر جدتي وبقية عائلتي من مدينة اب للعودة الى قريتنا الريفية الجميلة في مديرية العدين محافظةإب ليس سفر جدتي والعائلة الوحيد الذي تأجل فحسب . بل كل الناس الذين يودون العودة الى قراهم الريفية ومدنهم في مديرية والعدين وما ورائها من مدن وقرى وتقف مرور الناس بشكل تام وذلك منذ يومين تحديداً بسبب الاشتباكات التي قطعت طريق العدين من قبل مسلحين القبائل وانصار الله على خلفية مقتل احد افراد قبيلة الشهاري على يد مدير أمن مديرية العدين فقامت القبيلة باحثةً عن الثأر لنفسها من الجاني ولها حقاً في الاقتصاص من وجهة نظر انسانية وقرآنية ، لكنه في الثاني سقط خمس ضحايا اخرى على اثر ذلك بإشتباكات بين الطرفين ، نتيجة تجاهل الدولة بقضية القتل وسفك دماء الابرياء وتقاعسها عن اتخاذ الاجراءات اللازمة لايقاف نزيف الدم …!؟
وكم يومياً نسمع عن عشرات القضايا والاحداث و المشاكل عن سقوط قتلى وضحايا ابرياء ،واصبح سماع مثل هذه الاخبار أمراً اعتيادياً وغير مهم بالنسبة لي وذلك لكثرة سماعها ، وربما يكون عدد الضحايا التي تسقط يومياً بقضايا خاصة يفوق عدد القتلى في الجبهات ،ويكون القتلة والجناه في اغلب قضايا القتل طلقين العنان ويتحركون بحرية خارج قبضة العدالة والنظام والقانون ،وهذه الحالة في نظر الكثير واقعاً اعتادو علية لكني لم اسمع قط ان الجاني يسند من قبل الدولة بالافراد والعتاد …!؟
فقد اصبحت قضية القتل وسفك الدم قضية يستهان بها فضلاً عن قضايا وحقوق اخرى كثيرة ، حتى وان كان هناك حسابات اخرى لدى انصار الله في استخدام اساليب معينة مع القبائل في حالات خاصة تتعلق بالولاء الوطني والسيادة ًلكن لابد من عدالة لضبط قضايا القتل الفردي الارتجالي والفوري التي لا دخل لها ولا تمس المبادئ والثوابت الوطنية والسيادية ، على الاقل يتم القتل على ضوء حكم شرعي بعد الامتثال امام العدالة والقضاء وعلى الاقل ايضاً يكون هناك اجراءات تتخذ بحق الجناة لتمثيلهم امام العدالة ويصدر بحقهم حكم شرعي بإلاقتصاص او البراءة .
فلا يمكن ترك مثل هذه الامور رهينة الفوضى والعشوائية ومبررات شخصية خارجة عن العدالة والقضاء وشريعة القرآن الاسلامية والمسيرة القرآنية ،فالقرآن الكريم يدعوا ويحث على اقامة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية وبالتالي تتوافق المسيرة القرآنية ومضمون القرآن الكريم .
الا اذا الحكام وقضاة المحاكم مرابطين بالجبهات ففي هذه الحالة فالدولة معذورة عن غياب القانون والعدالة لغياب القضاة والحكام ..لكنهم موجودين وحاضرين على منصات المحاكم ، والحرب ضد العدوان بجيوش المجاهدين ليس له علاقة بالمحاكم والحكام وعملهم ومهمتهم في تحقيق العدالة ومفصولين عن بعض ولا تعتبر الحرب القائمة ومواجهة العدوان مبرراً لعدم اقامة النظام والقانون والعدالة ولا مبرراً لترك الوطن سبيلاً للفساد والظلم والجور وطليقاً للعبث بدماء الناس الابرياء .!!
وليس سلوك القبيلة وتصرفاتها العامة بأمر ما إن وجد مبرراً يستبيح قتل ضحية بريئة على انفراد او حتى عدد من الضحايا الابرياء على خلفية اسباب تجهلها الضحية او الضحايا وليس لها ذنب في ذلك ، او اسباب معينة تبرر هذا التجاهل في اتخاذ الاجراءات اللازمة لاقامة العدالة مثل القبلية او العرقية او التوجهات المذهبية او الفكرية وليس الاختلاف في ذلك سبباً يسمح بالعبث بدماء الناس الابرياء ويسمح بالتغاظي في اقامة العدل والمساواة والنظام والقانون والالتزام بالمنهاج الذي يوحد جميع المسلمين وهو القرآن الكريم والذي هو مبدأ ومنهاج المسيرة القرآنية وكما يقولون في كل الامم والحضارات العدل اساس الحكم ولا سيما الامة الاسلامية…
سيدي القائد الامة اليمنية تبحث عن وطنها المفقود وعن حلمها المنشود فالعدالة وطنها وحلمها المنشود ، الامة اليمنية تتوق الى دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة مثلما تتوق للانتصار بالحرب ضد العدوان ، وكما للانتصار قيمة واهمية ايضاً لحياة الناس الابرياء قيمة .
سيدي القائد المظلومين من ابناء الامة اليمنية يتمنون ان تفوز وتكسب النصر على الجبهتين …

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =