ابتسامة ودمعتين
يوم الأربعاء #المهندس_حريو
المرصد نيوز
مطلع عام مثير للانتباه ، تمازجت فيه التهاني والتعازي وتباكلت قراسة ( الشتاء ) وقساوة ( الخريف ) ، فتساقطت أرواحٌ كأوراق الشجر واستنجدت أخرى ببصيص دفءٍ قبل موجة صقيع .. لكنه أسلوب عام جديد لا يعترف بالمشاعر ولغة الإنسان رغم ترنيمة ( الربيع ) وولادة الورد .
بعد ولادتي بعشرة أعوام أتذكر أن منزلنا كان على موعد في الصيف مع قرعة الضيف الجديد .. تباين الخلاف بين اسمين كُتبا على قصاصات هما ” علاء الدين وصلاح الدين ” يومها خضت تجربة التصويت متمنياً لاختياري التوفيق وبالفعل سمي القادم الضاحك ، سادس الأخوة ب ( صلاح الدين ) .
وبعد عمر مديد مرَّ كأنه سحابة صيف ها نحن نحتفل بصلاح الدين ليس ذلك الذي فتح بيت المقدس ، ولكنه أخي الذي فتح القلوب بابتسامته .
ضحكاته الدائمة كزجاجة عطر لا تنضب ، وروحه النقية كمروحة تنشر رائحة ذلك العطر في الأرجاء .
وبين تاريخ الولادة وانتهاء العام المنصرم هناك حكايات مليئة بالبدايات المتعثرة والنهايات المشرفة ، يرتبط بكل هذه الذكريات خيطاً رفيعاً يسمى بالمرونة يحيلها لقصيدة .
مرونة الطفل الذي نمت عظامه بعاطفة أُمَّين ، وتلعثم حرفه بتهجئة أبوين .. تعفر جبينه على الرمل صبيا .. وكبر على صحبة الغبار ومناظر العلو والقمم ، عاشقاً للسفر والترحال مستعبراً سيرة الأبطال والرجال .
ليختم عمراً وعاماً بقصة الختام للعزوبية و التخرج من الجامعة ، وليبدأ عمراً وعاماً ملهماً بقصة البداية في حياة الزوجية ، فنقرأ على حين غفلة من العمر هاشتاجاً يلخص الماضي والحاضر #المهندس_حريو .
هندسته التي تناغمت مع إحساسه الجميل ، وخياله المتدفق ، ونظرته المتوازنة ، فشكلت تفاعلاً كيميائياً يحلل بيئات الأوطان فيصهرها إلى غازات من الإبداع والصبر ليستنشقها خبرةً ومرونةً تزداد بازدياد السكان واتساع الجغرافيا التي تفصله بين البلدة الطيبة والأرض الطاهرة .
ولأن الفرح ينضج بالحزن ، والحزن يخمده الأثر ، فقد دارت عشرة أعوام أخرى تشبه عشر الولادة الفارقة لكنها تحمل ذكرى رحيل ( أحمد ) وبكل سنن الكون وتعاضد الأسباب تكرر المشهد في متوالية العرس والموت شبيهةً بمتوالية الطغيان والحرية ، وصاغ التاريخ دورته في مطلع ٢٠١٩ ، وكررت حروف القصيدة كلمتها التي قالها الراحل الجديد ( محمد ) وهو يرثي توأمه في ٢٠٠٩م .
وللابتسامة دعمتين في يوم الخميس ….. يتبع
#فاروق_مريش🙇