اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / هيئة الأمم المتحدة ونصرة الأقوياء…

هيئة الأمم المتحدة ونصرة الأقوياء…

 

 

 

المرصدنيوز/بقلم الكاتب الفلسطيني / بكر محمود اللوح

منذ الحرب العالمية الثانية بدأت دول العالم التفكير في أنشاء هيئة أو منظمة أو ملاذا آمنا للدول التي تعاني ويلات الحروب والإضطهاد لتجد من يساعدها في أزماتها الداخلية والخارجية ومن هنا جاءت فكرة إنشاء عصبة الأمم المتحدة كبداية وتطورت إلى هيئة الأمم المتحدة

ولكن الدول الخمس العظمى فرضت نفسها بالقوة على تلك المنظمة الدولية وأنشأت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ولهم حق النقد ( فيتو ) يعترضون من خلاله على أي قرار أممي يعارض مصالحهم الأمنية أو العسكرية

وتتكون الأمم المتحدة من كافة دول العالم المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيها ويتكون مجلس الأمن الدولي من خمسة عشر دولة بالتناوب بين جميع دول العالم بالإضافة إلى الدول الخمس الأعضاء الدائمين وهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية وفرنسا وبريطانيا والصين أصحاب حق النقد ( فيتو )

لتبقى الدول الضعيفة تصارع وتكابد نفسها في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليين للبحث عن حلول لقضاياها المصيرية من خلال مساعدة بعض الدول التي ترى أن لها مصالح حيوية معها أو أنها كانت تعاني نفس الأسباب التي تعاني منها تلك الدولة

وما يهمنا من تلك المقدمة هو قضيتنا الفلسطينية التي عانت الكثير من ظلم الغطرسة والقهر والإحتلال الصهيو أمريكي منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى يومنا هذا والذي أعطى من لا يستحق لمن لا يملك على أرض فلسطين التاريخية وقد تم التنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في داخل أروقة الأمم المتحدة لإخراج هذا الوعد المشؤوم إلى حيز التنفيذ في عام 1948 والإعلان عن فلسطين وطن قومي لليهود

وإعتبار أن العرب الفلسطينيين جاؤوا من البلاد العربية وإستوطنوا في فلسطين ويريدون إغراق اليهود في البحر وبالتأكيد أن كل ما صاغوه في هذا الأمر هو محض إفتراء وتغيير لمعالم التاريخ والجغرافيا الفلسطينية لأن الحقيقة أن شعبنا الفلسطيني هو صاحب الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية منذ فجر التاريخ

وأن اليهود كونهم ساعدوا بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ضد المانيا النازية من خلال التجسس وجلب المعلومات الأمنية عن أماكن تواجد الجيش الألماني والعمليات الإستخبارية الخاصة والتي ساعدت بريطانيا وحلفاؤها من تحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية وحلفاؤها

من هنا كانت جريمة تطبيق وعد بلفور على الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت سيطرة الإنتداب البريطاني فأعطوا فلسطين هدية تقديرا من ملك بريطانيا لدور اليهود في مساعدتهم على إلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية وحلفاؤها

ومنذ ذلك الحين عام 1948 قام اليهود بإعلان قيام دولتهم العنصرية الفاشية على حساب دولة فلسطين التاريخية وقاموا بطردهم من بلادهم ليتوزعوا على البلاد العربية المجاورة في لبنان وسوريا والأردن وغيرها من البلاد العربية

ليبدأ مع التهجير فصلا آخر من الظلم والإحتلال والإستبداد الصهيو أمريكي في الأراضي الفلسطينية فتوجهوا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة مؤسسات الأمم المتحدة حتى يحصلوا على نيل إستقلالهم وحريتهم من الإحتلال الصهيو أمريكي الأسود البغيض

ومنذ ذلك التاريخ وشعبنا الفلسطيني يعاني من الإضطهاد والظلم والإحتلال ولم يدع فرصة أو مناسبة داخل أروقة الأمم المتحدة إلا وإشتكى وقدم مشاريعه لإنهاء الإحتلال عن أراضيه المحتلة وفي كل مرة تقف الولايات المتحدة الصهيو أمريكية ضد أي قرار يتيح الفرصة لإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية

وبالرغم من مئات القرارات التي إتخذت وتمت المصادقة عليها ٱلا أنه لم يتم تطبيق أي منها حتى يومنا هذا من خلال التدخل الإدارة الصهيو أمريكية السافر ضد القضية الفلسطينية ليبقى الإحتلال الصهيوني جاثما على الأراضي الفلسطينية

وبدأ العالم بإقناع منظمة التحرير الفلسطينية بقبول قرار مجلس الأمن الدولي 242 القاضي بالإنسحاب الصهيوني من الأراضي الفلسطينية التي أحتلت عام 1967 ومن ضمنها القدس الشرقية وإقامة دولتهم المستقلة

ومع ذلك قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بذلك القرار وكافة قرارات الأمم المتحدة المجحفة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ( ورضوا بالهم والهم ما رضي فيهم ) حتى تم الإتفاق من خلال مفاوضات سرية بين حكومة الإحتلال الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية بعيدا عن الأمم المتحدة من خلال وساطات دول صديقة للطرفين كان يُعقد في أوسلو عاصمة مملكة النرويج

وتمخض عن تلك الوساطات والمفاوضات إتفاقية أوسلو التي لو علمت بها الإدارة الصهيو أمريكية منذ البداية لأجهضتها في مهدها ولكنها ظهرت إلى حيز التنفيذ وتمخض عنها قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لتبقى القدس العاصمة تحت الإحتلال

لتبدأ مراحل صراع جديدة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وبين حكومة الإحتلال الصهyوني في عهد حكومات يمينية متطرفة زادت من نهب وسرقة الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات عليها لتصل اليوم إلى أكثر من خمسمائة مستوطنة غير شرعية وكل ذلك يسير برضا ومباركة الإدارة الصهيو أمريكية والتي كانت وسيطا غير نزيها في المفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الإحتلال

لنصل اليوم إلى رفع اللثام عن وجوه اللئام فتكشف الإدارة الصهيو أمريكية عن وجهها القبيح بإعلانها أن القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة للكيان الصهyني وأن جميع المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية شرعية وهي يهودية وليس للفلسطينيين حق فيها ولا لحق العودة للمهجرين من أوطانهم

فأين الأمم المتحدة من هذا كله وما هو الدور المنوط بها وكيف أصبحت مصداقيتها الدولية وأين الضعفاء يلجؤون وكيف ومتى تصل الأمم المتحدة إلى لعب دور ريادي ووسيط نزيه طلما أن الأقوياء يتحكمون في صنع قراراتها ولمن يتجه الضعيف اليوم وهل يشتكي الغزال ظلمه من أخيه إلى أسد الغابة أو أن يرتمي في أحضان الضبع أو الفهد الأسود

وأين الأمة العربية من التصدي والوقوف بحزم في وجه الإدارة الصهيو أمريكية لإنتزاع الحق المسلوب من الشعب الفلسطي.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 3 =