اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / وزارة الخارجية بين مطرقة مواجهة العدوان والعالم وسندان النيران الصديقة

وزارة الخارجية بين مطرقة مواجهة العدوان والعالم وسندان النيران الصديقة

إبراهيم الحجاجي
لا يختلف اثنان على المكانة المحترمة للزميل الاستاذ حسن الوريث في الوسط الصحفي والاعلامي والأدبي، حيث يعتبر من الامثلة الايجابية في انتقاداته الشجاعة التي تكون في غالبها دقيقة وملامسة للاوتار الحساسة، ومن خلال متابعتي لكتاباته وانتقاداته وتحديدا لإحدى مقالاته ضمن سلسلة (رسالة الى الوالي) التي شن فيها انتقادات لاذعة على خمس جهات حكومية مقصرة في اداء مهامها حسب طرحه، سأوضح عدد من النقاط حول إحدى هذه الجهات وهي وزارة الخارجية.. وألخصها بحسب إطلَّاعي ومتابعاتي وحضوري لبعض فعالياتها  في التالي:
وزارة الخارجية تواجه حرباً نفسية من الداخل قبل الحرب الدبلوماسية والسياسية الاقليمية والدولية، وليس كما يعتقد البعض أن وزارة الخارجية بصنعاء مكتملة المقومات وجاهزة للعمل كما كانت في السابق وزارة سيادية ذات امكانيات مادية وبشرية.
بعد أن تولى المهندس هشام شرف مهام قيادة الوزارة من حصة المؤتمر الشعبي العام في حكومة الانقاذ الوطني تم تخفيض ميزانيتها التشغيلية الى 20% من الميزانية السابقة في 2015 و 2016، وقد يكون هذا قد حصل على بقية الوزارات والمؤسسات على اعتبار العدوان والحصار الجائر وشحة الموارد، وبحسب اطلّاعي ليس لدى وزارة الخارجية حاليا ما يفي بإيصال البريد للوزارات الأخرى وتسديد مستحقات الانترنت وصرف أي مستحقات للمواصلات للكوادر الاساسية في مكتبي الوزير والنائب، وعلمت من مصادر لي ان الوزير رفع العديد من المذكرات لوزير المالية ورئيس الوزراء والمجلس السياسي لكن لم يتحرك أحد.
كما يجب زميلي العزيز أن تعلم بل وأنت تعلم أن وزارة الخارجية بالذات كوزارة سيادية جزء هام ومهم من منظومة سلطة متكاملة، وباعتبارها حبل التواصل مع الخارج فإن أهميتها تقتضي بتوحد القرار في التواصل والتنسيق التام بدءاً من المكاتب والدوائر المختصة بوزارة الخارجية مروراً بمكاتب الوكلاء ومكتب الوزير الى رئاسة الحكومة وانتهاءً بالمجلس السياسي الاعلى، هكذا المتعارف عليه بالسلم فما بالك بالظرف الذي تمر به اليمن من عدوان اقليمي ودعم دولي.
شرعت دول العدوان منذ بدء حربها العدوانية وبأموالها الكبيرة خاصة السعودية والإمارات الى عزل اليمن سياسياً ودبلوماسياً، حتى أصبحت سلطة الأمر الواقع بصنعاء غير معترف بها دولياً وتواجه حصارا اعلاميا وسياسيا  خانقا شمل كل انشطتها مع الاشقاء والاصدقاء،   مع ذلك استطاعت وزارة الخارجية ممثلة بوزيرها المهندس هشام شرف من اختراق هذا العزل وعمل تواصلات عدة مع العالم، طبعاً معظمها غير علني ويتم عبر الوزير الى العديد من سفراء الدول ومسؤولييها ممن ما زالوا حلقة ربط مع صنعاء في السر وليس في العلن رعاية لمصالح دولهم وحتى لا تتعارض مع علاقاتهم ومصالحهم بتحالف العدوان كون صنعاء غير معترف بها، وتواصل الوزير مع العديد من السفراء والمسؤولين الدوليين شخصي بحت وعلى ضوء علاقات سابقة ما زالت قائمة ولا يرقى الى مستوى الاعتراف بالنظام في صنعاء الذي يتم محاصرته سياسياً ودبلوماسياً بشكل قوي.
السعودية والامارات تدفعان عشرات بل ومئات الملايين من الدولارات للوبيات الإقليمية والدولية وشبكات الاعلام والقنوات الدولية لنشر مواقف دول العدوان ومحاولة تجميله ومحاصرة  نظام صنعاء وتشويه مواقفه من جانب آخر، مع ذلك نجح الوزير هشام شرف من وقت لآخر في الاختراق وعمل الكثير من اللقاءات والمقابلات والتواصل  مع شبكات وقنوات دولية في أوروبا وأمريكا والإقليم العربي والإسلامي وشرح مواقف صنعاء للعالم، من خلال لقاءات مع محطات ووكالات دولية واقليمية بارزة من وقت لآخر التي تعتبر خير مثال على بذل الجهود في جو من الحرب الديبلوماسية، واللقاء الافتراضي الاخير لوزير الخارجيه شرف مع نظيره الايراني خير مثال على مواصلة مسيرة كسر الحواجز، كذلك اضيف من خلال تغطيات قمت بها ان هناك تواصلات سياسية وانشطة لا تخرج للعلن بسبب سريتها وكونها ليست للدعاية وإنما لتحقيق اهداف محددة ترسمها القيادة السياسية وتقوم بها وزارة الخارجية.
ختاماً: كل ما أوردته من باب التوضيح بحسب معرفتي وإطلَّاعي وليس دفاعاً عن جهة أو اشخاص في وجه أي انتقادات غرضها اصلاح الاعوجاج وهو ما ننشده جميعاً، لكن يجب أن تكون الانتقادات مستندة على عمق من معرفة الحقائق والواقعية ومتابعة ما يجري.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 6 =