أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / الكاتب مريش يكتب عن اليوم اليمني للطفولة

الكاتب مريش يكتب عن اليوم اليمني للطفولة

 

المرصد نيوز  /بقلم : فاروق مريش

 

يحتفل العالم في تاريخ 20 نوفمبر من كل عام بالطفولة ، ولا أدري عن أي طفولة يتحدثون !

 

أي طفولة يحتفلون بها وأطفال اليمن على سبيل المثال يتضورون بسببهم ألماً وكمداً ويتماً ونزوحا !

 

أي طفولة يتغنى بها أساطين الفزع في العالم وصغارنا براءتهم مستباحة ، وابتسامتهم منتهكة ، وبطونهم خاوية ، ومستقبلهم يتأرجح في مهب الريح .

 

هل تقصدون الطفولة التي قُصفت في باص الرحلة ، أم الطفولة الهايمة في الشوارع بحثاً عن اللقمة ، أم ذلك الطفل الرضيع الذي نالته وحشيتكم ليغادر دنيانا لصيقاً في صدر أمه ، أم تلك الطفلة الملقاة على الكتاب وطبق البيض بلا مدرسة  ، أم بائع المجلجل الذي مزقته الحسرة ، أم الصغير الذي ضاع عمره يدفع العربات ليقتات منها ، أم تلك الفتيات اللاتي تناثرت أشلاؤهن على جدار السبورة واتحد الدم بالحبر يومها ليخلد بطولة الصمود والتحدي والبقاء … الخ .

 

سأحدثكم يا عالم عن طقوس طفولتنا قليلاً .. بعد أن سئمنا مسرحياتكم الهزلية ، وادعاءاتكم الباطلة ووقاحتكم العلنية .

 

الطفولة اليمنية باختصار ..

هي ذلك الطفل الذي يذهب إلى المدرسة حافياً بدون قلم وكتاب ، لكنه يمتلك الأمل الذي يخبره بأنه يمتلك المستقبل.

هي تلك الفتاة التي تخرج من بيتها بدون إفطار لتجلب الماء على رأسها من مكانٍ بعيد .

هي ذلك الصغير الذي يسأل أباه ، لماذا يحاصرنا العالم ؟

هي تلك البائسة التي تحلم بدمية لتحتضنها وتفاجأ كل يوم بفاجعة احتضانها لشظية أو قذيفة .

 

هما ذلكما اليتيمان اللذان استشهد والدهما في الذود عن الأرض والعرض ويصران على الانتقام .

 

هم أولئك الصغار الذين لم يعرفوا معنى الألعاب ، لكنهم يتسابقون على حواف الجبال ، ويتبارون في سفوح الأودية ، ويتمرغون بين رمضاء الصحاري ..

 

هن تلك الفتيات اللاتي تحمّلن عاتق تربية إخوانهن بعد أن فتك السرطان والكورونا والمرض بوالداتهن ..

 

هذه هي الطفولة اليمنية التي حُق لنا أن نحتفل بها لأنها صمدت مع الكبار في صف الكرامة والثبات ..

تشبثت بالعلم كسلاح .. رضعت حليب الصبر والحكمة ، ونقلت للعالم أجمل صورة للأمل وحب البقاء وتحمل الويلات .

 

الطفولة اليمنية التي تعودت على ضجيج الطائرات وصخب الصواريخ ، بلا شك أن حلمها سيطاول السماء المحتضنة لسلاح العدو .

 

الطفولة اليمنية التي نحتفي بها اليوم هي شبيبة الغد وطلائع المستقبل ورجال الزَّحف يا هؤلاء .

 

 

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =