أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / مواطن يبحث عن وطن(11) .. كلاب الأمانة وأمانة الكلاب

مواطن يبحث عن وطن(11) .. كلاب الأمانة وأمانة الكلاب

 

المرصد نيوز – بقلم – حسن الوريث 

.            . كلاب الأمانة وأمانة الكلاب.. 

نوبة شديدة من البكاء والخوف أصابت ابنتي الصغيرة العزيزة أمة الله استمرت لعدة ساعات وربما ستظل آثارها لا يام ويمكن لسنوات طويلة والسبب الكلاب الضالة المنتشرة في كل شوارع واحياء العاصمة صنعاء فقد كانت مع اخويها علي وفاطمة امام بيت جدهم حين هاجمهم أحد الكلاب الضالة وكانت أمة الله هي التي نالها النصيب الأكبر حيث حاولت الهروب إلى الشارع فطاردها ذلك الكلب لولا ان أحد المواطنين الذي كان يمر في الشارع انقذها وأبعد الكلب عنها واعادها إلى البيت وهي تبكي بكاء شديدا وترتعش من الخوف وعندما عدت إلى البيت كانت ماتزال في حالتها تلك بل أنها زادت حين راتني واندفعت نحوي تتمسك بي بقوة وهي تصيح كلب .. كلاب .. كلب .. كلاب وتبكي بكاء شديد وترتعش فحاولت طمانتها وتهدأتها لكنها كانت في حالة صعبة جدا جدا .. المهم وبعد جهد جهيد هدأت قليلا ثم نامت لكنها كانت تفز من نومها مذعورة وهي تردد الكلب ..  الكلاب .. وهكذا إلى وقت متأخر من الليل حتى غلبها النوم واستسلمت له .

طبعا حالة ابنتي العزيزة أمة الله تتكرر كل يوم بل كل ساعة وربما كل دقيقة في أمانة العاصمة صنعاء حيث صارت الكلاب تنتشر بشكل لا يطاق وصارت ظاهرة مزعجة ومقلقة ومؤرقة للجميع اطفالا ونساء ورجالا في الوقت الذي تتغافل السلطات المحلية والمركزية عن هذه الظاهرة وهروبها من معالجتها بمبررات واهية تبدأ من العدوان والحصار وتنتهي عند الامكانات المادية المنعدمة وبالتأكيد ان كل ذلك يعبر عن عجز وفشل وليس غيره.

عندما شرحت لزميلي المواطن ماحصل لأبنتي وقصتها مع هذا الكلب قال لي .. الكلاب أصبحت كارثة والأدهى والأمر هو هروب الأجهزة المعنية عن وضع حل لها وتخليص الناس من أخطار الكلاب الضالة ونحن نسمع كل يوم عن عشرات المواطنين يتعرضون لعضات الكلاب وعند اسعافهم إلى المستشغيات لا يجدون علاج داء الكلب ومن وجده بسعر مبالغ فيه لكنه يضطر للشراء .. قلت له فعلا أحد  جيراني تعرض ابنه لعضة كلب وطاف به عدد من المستشغيات وكلها تطلب منه شراء العلاج من خارج حتى ابسط الأشياء لاتوجد فيها .. قال لي زميلي المواطن العزيز.. فعلا كوارث متعددة .. انتشار الكلاب كارثة .. عدم وجود العلاجات وغلا اسعارها كارثة .. وهروب المسئولين عن القيام بواجباتهم كارثة .. والكارثة الأكبر تتمثل في كذب هؤلاء المسئولين انهم قتلوا الف كلب من ملايين الكلاب والتفاخر عبر وسائل الإعلام بهذا الإنجاز العظيم الذي تفضحه الكلاب بانتشارها بل ان أمانة العاصمة تحولت إلى مزارع مفتوحة لإنتاج الكلاب الضالة .. قلت له فعلا كلامك حقيقي وصحيح فكارثتنا ليست في الكلاب فقط لكنها في نوعية مسئولينا الذين لا يعبأون بمعاناة الناس .. والمصيبة انهم اتخذوا من العدوان والحصار ذريعة لفشلهم وعدم قيامهم بواجباتهم ودورهم تجاه الوطن والمواطن بحيث ان الكثير منهم يخرجون إلينا بتصريحات نارية تحمل العدوان فشلهم إلى درجة ان أحد المسئولين حمل العدوان مسئولية انتشار الكلاب الضالة في البلاد ووجد له مجموعة يدعون انهم إعلاميين وصحفيين لكنهم في واقع الأمر مجرد مطبلين ليس الا ولا يمتون للاعلام المهني والحقيقي بأي صلة فقد جندوا انفسهم مع س أو ص من المسئولين مقابل فتات الفتات وهذه فعلا ام الكوارث.

قال لي زميلي المواطن العزيز..دائما نتساءل ماهو الحل لهذه الكوارث ؟ قلت له والله فعلا سؤال محير جدا .. هل نقول تغيير هؤلاء المسئولين ؟ ام المحوشين والمطبلين الذين يخدعونا بإنجازات وهمية تصل إلى درجة مبتذلة باحصاء كم قتلوا كل يوم من الكلاب الضالة ؟.. بينما امانة العاصمة صنعاء تعج بالكلاب بل أنها تكاد تكون العاصمة الأولى في عدد الكلاب الضالة المنتشرة فيها ولو انك قتلت الف أو ألفين فإنها لاتساوي شيئا أمام الكم الهائل والإعداد الكبيرة منها وأيضا أمام تعويض مايموت من اعداد بسيطة وقليلة سريعا من خلال المزارع والشوارع التي يتم فيها تربية الكلاب .. قال لي زميلي المواطن العزيز مازلت تتهرب من الإجابة على سؤالي .. ماهو الحل في نظرك للخروج من هذا الوضع المزري لعاصمتنا الحبيبة صنعاء وانتشار الكلاب فيها بهذا الشكل المخيف ؟ .. قلت له طالما والاجهزة الرسمية تتهرب من مسئوليتها أولا وتحيل الأمر إلى العدوان والحصار وجوقة المطبلين وعدم وجود رقابة عليا عليهم أو أن تلك الجهات  كل ما يهمها هو تقارير كاذبة عن انجازات وهمية تضعها في ادراج وتغلق عليها فإن الوضع سيبقى كما هو ولن يتغير .. وانا أرى أن الحل لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة في أمانة العاصمة وحتى المدن الأخرى هو أولا الاعتراف بوجود المشكلة ومن ثم دراستها بشكل مهني وعلمي دقيق ولاشك أننا سنخرج بحلول مناسبة وننقذ الناس من هذه الكارثة حتى تصبح عاصمتنا خالية من الكلاب ونظيفة من المسئولين الفاسدين حينها لن نجد كلاب تؤذي الناس كما حصل مع ابنتي الصغيرة العزيزة ومع كافة الأطفال والنساء والرجال الذين يتعرضون بشكل يومي لهجمات الكلاب والكثير منهم مازال يعيش حالة نفسية بسبب تلك المواقف مع الكلاب الضالة ..

نتمنى انا وزميلي المواطن وكل المواطنين ان تقوم الجهات العليا بإعادة النظر في كل مسئول يتملص من واجباته وينسب فشله وعجزه إلى العدوان وكل مسئول يرفع تقارير كاذبة وكل مطبل يكذب على الناس بإنجازات وهمية عن قتل كلاب وعن ردم حفر ومشاريع تنتهي وتتلاشى بمجرد أن يبدأ العمل الرسمي لها كما نتمنى ان نرى أمانة العاصمة خالية فعلا من الكلاب وان يكون وضع مستشفياتنا أفضل تقدم خدمات صحية للجميع .. ونتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان لا يظل المواطن المغلوب على أمره يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب.. ودعواتكم لابنتي العزيزة أمة الله بالشفاء وان تخرج من هذه الخالة النفسية بسبب كلاب الأمانة وأمانة الكلاب.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + خمسة عشر =