اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / كُنْ عندَ أبوابِ الحضورِ !!

كُنْ عندَ أبوابِ الحضورِ !!

 

المرصد – بقلم – السمراء روضه الحاج

 

وإنْ تَشَاءَ فلا تَكُنْ 

 

دعني أُغبِّرُ في سبيِلكَ يا أنا

قلباً يُحاذِرُ أن يجوبْ

 

ولأنَّ هذا الشوقَ

باتَ الآنَ أعتى ما أخافُ

رجعتُ ليلاً كالغريبْ

 

وحدي أنا أدري

بأنَّ الشوقَ حين تكونُ سيَّده

ووجهَتَه

عجيبْ !!

 

شوقٌ يُصادِرُ هذه الدنيا

ويختَصِرُ المسافةَ

يُشعِلُ الأنحاءَ بركاناً

فيحترِقُ اللهيبْ

 

شوقٌ يُلِحُّ ولا يُحاوِرُ

يَدَّعِي ألَّا سواه

فأستجِيبْ !!

 

يا كلَّ هذا القلبِ

يا حلماً يُحاصِرُنِي نهاراً

يا صفيَّ الروحِ

يا بوَّابةً تُفضِي إلى غيرِ الهروبْ!!

 

أوَ مَا رجوتُكَ حينما حانَ الرحيلُ

أنْ اتئِد

عنَّي تنحَّ

لا تُطِلْ عليَّ من كلِّ الدروب

 

أوَ مَا تعاهدنا هنا

 

ألَّا تلوحَ بمقلتي

 

ألَّا تُقيمَ بمهجتي

 

ألَّا تحُدِّدَ وجهتي

 

حتى أؤوبْ؟

 

فلمَ تسَاءَل كلُّ مَنْ ألقَى

عن الوهَجِ الغريبِ بمقلتي يبدو

وعن رجلٍ غريبْ ؟

 

ولمَ قفزتَ إلى فمي

 

لمَّا هممتُ بأن أقولْ

 

حرفاً بكلِّ قصيدةٍ

وقُبيلَ كلِّ مقالةٍ

وبُعيدَ كلِّ حكايةٍ

نغماً طرَوبْ

 

ولمَ رأيتُكَ

حينما ضحكَ الصغارُ

وحينما لاحَ النخيلُ

وحين ثارَ النيلُ

كيف طلعتَ في شفقِ الصباحِ

وكنتَ في شفقِ الغروب ؟

 

شيءٌ عجيبٌ يا أنا

شيءٌ عجيبْ !!

 

توقيعُ أنَّكَ لن تُلِحَّ عليَّ

ما جفَّتْ صحائِفُه

ولا رُفعَ القلمْ

 

لم تُوفِ بالعهدِ الجديدِ

ولا القديمِ

ولمْ ولمْ

 

يا منتهى شوقي

ويا كلَّ الجراحاتِ التي برئت

ويا كلَّ التي تَهَبُ الألمْ

 

من أيِّ أسبابِ السماءِ هويِتَ نحوي

مثلما النجمُ البعيدْ

 

فأنا انتبذتُ من المكانِ قصيَّه

خبأتُ وجهي

وامتنعتُ عن القصيدْ

 

وسلكتُ وعرَ الدربِ ليلاً

واهتديتُ بأنجمٍ أفلتْ

وغيَّرتُ الصُّوى طُرَّاً

وعدَّلتُ النشيد

 

كيفَ اهتديتَ إليَّ كيفَ؟؟

وبيننا بحرانِ يصطخبانِ

آلافٌ من الأميالِ

صحراءٌ وغاباتٌ وبِيدْ

 

أتُراكَ كنتَ حقيبتي

أم بين أمتعتي دخلتَ

أم اختبأتَ هناك فيَّ

دَمَاً يُسافرُ للوريدِ من الوريدْ

 

عجبي إذن

إن كنتُ لن أنفكَّ من قيدٍ تُكبِّلُني به

إن كنتُ أمضي كي أعودْ

 

عجباً إذن

إنْ كان هذا القلبُ قد بايعتُه

مَلِكاً عليَّ

فباعَني رغمي

ويفعلُ ما يُريدْ

 

أنا لن أُسافرَ مرةً أخرى

لتسبِقَني

ويفضحُني الشرودْ !!

 

أنا لن أُحاولَ حيلةً أخرى

مع رجلٍ

يُغافلُ كلَّ ضُبَّاطِ المطاراتِ القصيَّةِ

والمحطاتِ القريبةِ والبعيدةِ

عابراً

مُتَجَاوِزاً كلَّ الحدودْ

 

أنا لن أُلاحقَ مهرجانَ العيدِ

بعدَ العامِ هذا

إذ بغيرِكَ

لم يكُنْ في الكونِ عيد !!

 

 

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × ثلاثة =