المرصد نيوز / بقلم أ- فاروق مريش
الحمد لله العظيم الممجد ، صاحب العزة والسؤدد ، من أذاب الماء وجمد ، وسهل الطبيعة وشدد .. وأنعم علينا بالجزر والمد ..
أرسل لنا رسولاً عربياً للحضارة شيد ، و للحق جدد ، وللباطل بدد ، وباسم الله ردد ، إنه رسول البشرية و الهداية محمد ..
الرسول الإنسان ، الطاهر العدنان ، حكم فعدل وقاد فانتصر.. ساس الناس وهو بينهم ، وعلم الخلق دينهم .. فكان خبيراً اقتصادياً وقائداً عسكريا وزعيماً دبلوماسياً ، وطبيبا يتعالج من دوائه الغافلون الحائرون ، شهد لحكمته الأعداء قبل الأحباب ، والحق ما شهدت به الأعداء .
دعا الله كثيراً أن يجنبنا الشقاق والنفاق وورد عنه أنه قال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
أعظمُ مخلوق بين الخلائق الموجودة ، وأكرم مولود بين المواليد المولودة ، كان أمياً فعلم العالم ، ومتواضعاً فأعز الله به الأمم ، ومهاباً ارتجت لهيبته كراسي الأكاسرة والقياصرة .. جعل من مسجده محكمة للمظلومين ومعسكراً للفاتحين وجامعةً للعارفين وبنكاً للمودعين .
أكرم الأيتام وحض على طعام المساكين ووصل الأرحام وأوصى بالنساء خيرا ، وزاد من مكانتهن قدرا ، وحب أمته حباً جما ، فكان يبكي وينوح ويناجي ربه ويبوح ” أمتي.. أمتي يارب” .
أحبه كل من عرَفه ، وانقاد له كل من ألِفَه ، ترنحت بين يديه القلوب ، وبكت لفراقه الجذوع وسالت لرؤيته الدموع .. زينه الله بخَلقٍ كريم ، وجمله الله بخُلقٍ عظيم ، وجعله أنبل تلميذ لأعظم معلم وهو الروح الأمين صاحب التنزيل سيد الملائكة جبريل ، ” لذلك كان بخيلاً من ذكر عنده ولم يصل عليه ” ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أرضى ربه فأحبه الخالق والخلق ، وسار بين الناس بالقرآن فكان سيرهُ سنه ، وسيرته جنة ٌ يتمرغ في روضاتها كل من كان له قلب ٌ أو ألقى السمع وهو شهيد ..
جزاك الله عنا خيراً يا رسول النبل والشيم والمبادئ والقيم .يا من أضاءت ظلمات القلوب بنورك ، وأنارت بابتسامتك الدنيا والآخرة،فلك منا طاعة ً وصلاةً وسلاماً دائمِين.. ولنا منك شفاعةً وشربةً عند الحوض هانئين ..
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .