الكاتب حسن الوريث يكتب عن التربية والتعليم ياليلاه..

مواطن يبحث عن وطن(65)

المرصد نيوز / بقلم – حسن الوريث 

.. التربية والتعليم ياليلاه..

قال لي زميلي المواطن العزيز..

وزارة التربية والتعليم بمسئوليها من معالي الوزير الى وكلائها ومدراء العموم فيها يجتمعون ليقرروا بحث تحويل امتحانات الصفوف من سادس وما فوق إلى وزارية وكانهم اكتشفوا أن هذا هو الحل لبلاوي التربية والتعليم ومشاكلها وفي اعتقادهم ان هذا الاكتشاف العبقري هو من سيحل مشكلة التعليم المزمنة والكارثة أن الوزير غير المتواجد  ووزارته السائبة مقتنعون بذلك .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. عندما تكون النظرة ضيقة تكون هذه هي النتائج المتوقعة.

قال لي زميلي المواطن العزيز..

هل يعرف الوزير العبقري أن التربية والتعليم في بلادنا تحتاج إلى معالجة شاملة لمنظومة التعليم ابتداء من المنهج المدرسي إلى المعلم إلى الإدارة المدرسية إلى المبنى المدرسي وايضا دور المجتمع المحلي في العملية التعليمية والتربوية ؟ وهل يعرف أولئك المنظرون العباقرة الذين اوعزوا للوزير بأن كافة مشاكل التربية سيتم حلها لو طبقنا الاختبارات الوزارية على الصفوف من سادس وما فوق تاركين وراء ظهورهم تركة ثقيلة من الوضع المتردي للتربية والتعليم ؟ ثم الم يكن من الأحرى بهؤلاء القوم الذين يديرون هذا القطاع الهام ان يسندوا الأمر إلى المختصين لإجراء مراجعة شاملة للمنظومة التعليمية بكافة مستوياتها لتشخيص الوضع بطريقة علمية ومهنية ومن ثم اقتراح الحلول والمعالجات السليمة للتربية والتعليم في بلادنا  ؟ .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. ما يحصل الآن في قطاع التربية والتعليم اعتبره انا هرجلة وضحك على الذقون واللعب بمستقبل الأجيال .

قال لي زميلي المواطن العزيز..

من وجهة نظرك هل هؤلاء يجهلون الوضع الحالي للتربية والتعليم وماتمر به من سوء على كافة الأصعدة والمستويات ؟ .. قلت له قبل سنوات العدوان كتبت موضوع بعنوان.. عيون واسعة ونظرة ضيقة حول عيون مسئولينا الواسعة ونظرتهم الضيقة للامور  على عكس الشعوب الآسيوية التي تتميز بعيونها الضيقة لكن نظرتهم واسعة لذلك وصلوا إلى ماوصلوا اليه من التطور والتقدم العلمي وفي كافة المجالات بينما بقينا نحن في أسفل السلم وبالتأكيد أننا نجهل كل شيء ليس من الان ولكن من زمان وستظل شعوبنا ندفع ضريبة هذا الجهل المركب .

استدرك زميلي المواطن العزيز نقطة هامة تتعلق بموضوع التعليم في بلادنا والذي مر بمراحل من التدمير والتخريب الممنهج والمنظم للوصول إلى مانخن فيه من ضياع للأجيال ومن يلقي نظرة على مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا سيتأكد من هذا الكلام.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز اتعرف ان مناهج التعليم التي يدرسها طلابنا على مدى السنوات الماضية تم إعدادها في المخابرات المركزية الأمريكية وباعترافهم هم ومافيها من التعقيد مقصود ومقصود ومقصود وكل ما مرت به منظومة التعليم من انهيار وتخريب كان ممنهجا بهدف الوصول إلى مانحن عليه من جهل وضياع الأجيال.

طيب وما هو الحل للخروج من هذه الكارثة هكذا قال لي زميلي المواطن العزيز ؟.. قلت له.. الحل أولا في ان يكون هناك إرادة لتغيير واقع التعليم وتطويره إلى الأفضل وثانيا في تعيين كادر كفوء لادارة وزارة التربية والتعليم بعيدا عن المجاملات والوساطات ومنطق القرابة والولاء وثالثا .. اختيار  لجنة من ذوي الكفاءة والاختصاص والخبرة من الاكاديميين  لعمل تقييم شامل ودقيق ينطلق من منظور علمي ومهني لوضع منظومة التعليم بكافة مستوياته ومراحله ووضع الحلول الحقيقية للارتقاء بالتعليم في بلادنا رابعا وهو الأهم.. ترك الحلول الترفيعية سواء في المناهج أو نظام الاختبارات أو غيرها لان نتيجتها ستكون مثل نتائج ترقيع الشوارع الذي تقوم به الحكومة والتي تنتهي سريعا وتعود الشوارع والطرقات إلى الخراب أسوأ مما كانت عليه  .. قال لي زميلي المواطن العزيز.. احسنت يا زميلي الصحفي ونتمنى أن يسمع الجميع إلى ما قلناه  وطرحناه هنا لإنقاذ مستقبل بلدنا الذي يبدأ من إصلاح منظومة التعليم لان التعليم الجيد اساس رقي الشعوب وتقدمها على عكس التعليم الرديء كما هو عندنا فهو طريق الانهيار.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز .. شكرا لك على تفهمك معاناة الشعب والوطن ونتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر حتى لا يبقى وصعنا ليلا طويلا دون اشراقة شمس التطور والتقدم ويظل المواطن يقول بأعلى صوته لوصع التربية والتعليم مع هؤلاء المسئولين .. ليلك الليل ياليل ويا ليلاه .. ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب .