أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / إلى الجميـــع دون إستثنــاء.

إلى الجميـــع دون إستثنــاء.

المرصد نيوز/كتب ـ فــؤاد الفتــاح   

يجب على الجميع دون إستثناء تقبل النقد بشرط أن يكون نقدا بناء في إطار تصحيح الاخطاء والتجاوزات وكشف الفساد والفاسدين،  مهما كان نوعه أو حجمه، وألا يجب توظيف المناصب  لمن لا يتقبلون النقد وينزعجون من كشف الأخطاء والفساد من خلال ممارسة قمع تلك الانتقادات او رفضها،  وأن يحاول البعض تصنيفها هروبا من الواقع،  تحت مبررات ضيقة أو من زاوية حسابات سياسية أو عقائدية أو حزبية.

 

لعل تلك الممارسات ليست من العقل ولا من المنطق ولا من المسؤولية، كون المنصب او الوظيفة مهما كانت مرتبتها هي مجرد وظيفة لخدمة المواطن والوطن تنطبق عليها القوانين، وبالتالي  يجب أن يعرف الجميع بأنه لا مزايدات على حساب الوطن فهذا خط أحمر إذا ماأردنا توجيه النقد وتصحيح   المسارات والتوجه نحو بناء دوله حقيقية.

 

كما يجب أن لا يتم توظيف المناصب والصلاحيات والقرارات لإيقاف النقد ومواجهته تحت ذريعة أننا في مرحلة إستثنائية غير قابلة للنقد والتصحيح.

 

كما يجب ان ندرك حقيقة المكونات وأننا نتعامل مع مجتمع كبير جاء من رحم عشرات الثورات وجميع اهدافها تصب في خانة واحدة وهي بناء وطن سوي والقضاء على الفساد والنهوض بالتنمية والعدالة والمساواة، أي أننا نتعامل مع شعب محصته الثورات بمختلف أهدافها وتوجهاتها.

 

حيث أصبح الموطن اليوم  أكثر وعيا ونضجا في التعامل مع كافة الأحداث والحقائق ، ويملك مناعة كبيرة ونفسا طويلا لا يمكن لأي طرف المزايدة عليه أو استعطافه أو خداعة ،  لانه في واقع الأمر سبق له وأن اكتسب مناعه صلبة وقوية جدا على إمتداد وتعاقب الثورات والاحداث والمواقف منذ غابر الازمان والقرون وحتي اليوم.

 

لذلك فإن استعدادنا  لتقبل النقد والراي والرأي الأخر،  وتمكين المجتمع من تقديم  وعرض النقد  في إطار التصحيح والمعالجات والحلول،  هو بحد ذاته توجها ممتازا يساهم في منح الجميع حرية الرأي والتعبير، إن لم يكن ذلك أحد أهم عوامل الإندماج الفكري والعلمي والتعايش السلمي للمجتمع،  بل يعتبر نافذة مجتمعية تقي الوطن وتحمية من كل المؤامرات والخيار الوحيد ،  لتصويب خارطة الطريق التنموية والاقتصادية ، عندما يكون النقد واقعيا وعادلا ومعه تفعيل مبدأ الثواب والعقاب على الجميع دون استثناء.

 

حينها وبشكل حتمي  سنبحر معا نحو تحقيق اقتصاد قوي وعدالة سامية، تسود فيها القوانين وتسمو معها القيم والاخلاق وحب الانتماء لهذا الوطن الكبير…. دمتم ودام الوطن بخير.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + خمسة =