اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / نهاية امراة اسمها سلامة

نهاية امراة اسمها سلامة

 

المرصد                          بقلم        دعاء القادري

 

سلامة  الانثي السمراء الداكنة  في السابعة  عشرة من العمر، لكنها لم تسلم من سلامة جسدها لتعرضها المتواصل  لتعذيب واعتداء جسدي والعنيف من قبل زوجها العاطل عن العمل  كما يقول شهود عيان من النساء المهمشات وكأنها اقترفت ام الجرائم التي لا تغتفر…

 

 

تعيش سلامة مع زوجها في أحد الاكواخ  البائسة  بجماعة المهمشين وهم سكان  قدموا من ازمنة سحيقة عبر  هجرات الي سواحل اليمن وانتشروا بعدها في المدن  يعيشون  في  تجمعات سكنية خاصة بهم وفي حي سعوان شرق العاصمة صنعاء حيت يوجد اكبر تجمع سكني تقيم سلامة في بيت زوجها  وبعيدا عن أسرتها  حيث ينهال زوجها على جسدها النحيل بالضرب المبرح علي انحاء جسدها ، وعلى مرأى ومسمع عدد من جيرانها  الذين حاولوا جاهدين منع الزوج الهائج من التنكيل بزوجته ، لكنهم عجزوا عن ذلك، ليمضي في البطش بها حتى أغمي عليها.

 

 

 

 

 

هذا الحادث المأساوي الذي  تعرضت له سلامة لم يجد طريقه الي اقرب قسم الشرطة ولا الي تنفيذ  الاتفاقيات الدولية التي  لم تمنع الزوج الجاني من ارتكاب جرائمه، ولم تحفز الجهات الأمنية للقيام بمسؤولياتها القانونية إزاء الزوج ، الذي ظل حرا طليقا ….

 

جيران  الحي الذي تسكن فيه الزوجة سلامة ما يزالون يجهلون مصير سلامة ضحية العنف المفرط ، حيت فشلت كل محاولاتهم لمعرفة المآل الذي آل إليه حالها، بعد تعرضها للاعتداء القاتل من زوجها.. ومنهم من لجأ إلى عاقل الحي للسؤال عن حالها دون جدوى ليبقى مصيرها غامضا .. وبعد مرور عدة اسابيع تآكد    انها في حالة مرضية جسدية ونفسية سيئة   واصبحت لا تستطيع الخروج من البيت وحتى هذه  اللحظة في كتابة سطور هذه القصة الماسآوية …

 

 

سلامة  التي تتحدث عنها نساء  الحي – الذي تسكن فيه- بأنها كانت طيبة ومسالمة تقوم بالاعمال الشاقة من اجل اسرتها وتقضي اوقات النهار في  البحث عن لقمة العيش والتسول في الاسواق الشعبية والمطاعم لتوفير ما يحتاجه البيت من احتياجات ولزوجها العاطل عن العمل ..

 

 

حال الزوجة سلامة يشبه حال الكثير من مئات  الآلاف من النساء  المهمشات  الذين باتوا يعيشون أوضاعا مأساوية في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية التي تعيشها البلاد في نفق  الصراع العسكري الدائر منذ نحو خمسة أعوام، وتداعياته الكارثية على كل مناحي الحياة.

 

 

ناهيك من المعاملات السيئة التي تتلقاها النساء المهمشات من قبل أقرب الناس إليهم، والتي تصل إلى حد القتل والتعذيب والاخفاء  وتقول احدي منظمات حقوقية معنية بالعنف ضد المراة ان النساء  هم ابرز ضحايا الفقر والعنف الجسدي والجنسي داخل الاسرة او خارجها  حيت تعاني اربعة ملايين امراة  يمنية من كل انواع العنف ..هذا وضع المراة عموما اما المراة المهمشة التي في الاصل تعاني تمييز مجتمعي فيمكن ان نقول ان وضعها كارثي و ينتج التعذيب  والقتل المتعمد بسبب الخصوصية الشديدة لهذه الاقلية العرقية  ويمكن القول ان الحرب سببت نكبة فظيعة علي المراة المهمشة الفقيرة  التي تحطمها بيئتها ومجتمعها المحيط بها . و تشير احدي القياديات  في حماية المراة د هبه صبرا _ حيت توكد ان كل ما تم تحقيقه  علي مدار ٢٠ عاما دهب ادراج الرياح ولم تعد الصحة  والتعليم والعدالة الاجتماعية والامن الغذائي والسلم المجتمعي  موجودا  في ظل  الاستمرار في النزاعات المسلحة  في بلد فقير سكانه يعيشوا علي الدعم الخارجي  ولاننا نعيش تحت مستوي خط الفقر فان المراة من هذه الشريحة تعاني من ضغوط حياتية مدمرة  .. اما الناشطة الحقوقية نادية الشيخ _ خبيرة في مجال حقوق الانسان تقول  ان الاحوال المعيشية كسرت ظهر المواطن البسيط من الجنسين علي حد سواء ..  بسبب انتشار الفقر  والبطالة والغلاء في اسعار المواد الغذائية  وفي ظل انعدام الدعم الحكومي للهذه الفئة الواسعة فقد  يولد العنف وتكون المراة من تدفع الثمن هناك مسوحات ميدانية قمنا بها في مناطق المهمشة حول اطراف العاصمة صنعاء اشارت بان المراة هي من تتكفل برعاية اسرتها ان كان بوجود رب الاسرة او في حالة  غيابه  .. وهناك حالات لاعتداءات ترتكتب ضد المراة من الذكور ان كان الزوج او الاب او الاخ او حالات اعتداء خارج نطاق الاسرة … وراينا ان هناك مؤشر في إزدياد ملحوظ في المناطق العشوائية الاشد فقرآ وبؤسا وآغلبها تكون المراة المهمشة هي الضحية .. وعليه فاننا نتظر ان تؤدي اي مسارات سياسية الي وضع حد للصراع المسلح التي تمر به الدولة اليمنية منذ نشاة  تاسيسها ..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − 3 =