أخبار عاجلة
الرئيسية / غير مصنف / الاحتلال البريطاني في ابواب التاريخ وواقع الحاضر”

الاحتلال البريطاني في ابواب التاريخ وواقع الحاضر”

المرصد نيوز

 

دون التاريخ في أبرز صفحاتة، يوم الثلاثين من نوفمبر يوما شهد فيه اليمنيون، بزوغ فجر جديد للحرية، ففي مثل هذا اليوم كان لأجددانا دورا كبير في رسم معالم الحرية والوطنية في ربوع هذا الوطن، فالاحتلال البريطاني، يعد من أسوأ نماذج الاحتلال في العالم، فمازالت الشعوب العربية تعاني من مخرجات ذاك الاحتلال الى اليوم ، الا وهو إيجاد وطن قومي لليهود في قلب الشرق الأوسط في فلسطين، هذا الاحتلال الذي توجهة مطامعة نحو اليمن، كما تتوجهة اليوم مطامع الغرب إليها، فالاحتلال اليوم لايختلف كثيرا عن الاحتلال البريطاني، وشعار “فرق تسد” هو الشعار الذي تعمل به دول الهيمنة في العالم حتى الآن، وكما كان الوطن العربي ساحة للصراع العثماني البريطاني، ها هو اليوم ساحة صراع لدول الإستكبار العالمي…

 

يعود بنا التاريخ من جديد ليروي لنا قصة تحرر من براثن الإستعمار ويقضة فكر قومية عربية توحدت لطرد الاحتلال ورفض فكرة الخنوع لأي مستعمر..

 

الأهمية الإستراتيجية:

كانت ولا زالت عدن محط أنظار العديد من الدول، الطامعة في السيطرة على الشرق الأوسط،كون عدن تحتل موقع إستراتجي  يمكنها من السيطرة على البحر العربي، والمحيط الهندي، وأيضا مايجعلها ذات أهمية إستراتيجية هو قربها الجغرافي من مضيق باب المندب أهم المضايق التجارية والعسكرية العالمية، والذي يتيح سيطرة إقتصادية وسياسية على منطقة الشرق الأوسط ككل.

 

بدأية الإستعمار البريطاني:

بعد أن تخلصت بريطانيا من النفوذ البرتغالي والهولندي من شبه الجزيرة العربية، حتى عقدت أول معاهدة ذات طابع سياسي، مع السلطان أحمد _”سلطان عمان”_في عام 1798م، ولم يكد يمر عام، حتى بدأت بريطانيا تمد نفوذها للسيطرة على اليمن ففي عام 1799م بدأت بريطانيا بإحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر.

ثم بعد أن أحكمت بريطانيا سيطرتها على العديد من الجزر اليمنية، قامت بإرسال الكابتن “هينز” أحد ضباط البحرية لديها الى المنطقة خليج عدن في عام 1835م، وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدة بحرية ومستودعا للسفن البريطانية، فقام الكبتن هينز بعمل تقرير طالب فيه الإمبراطورية البريطانية بضرورة إحتلال عدن، الجدير بالذكر أن الكابتن هينز عمل على إحتلال عدن لأسباب شخصية ولعله وُعد من قبل شركة الهند الشرقية بأن يكون مندوبها السياسي في عدن إن اضحت في يد الحكومة البريطانية،وهذا ماحصل بالفعل.

كانت عدن في ذلك الوقت تحت حكم سلنطة لحج، وكان حاكم سلطنة لحج في ذلك الوقت السلطان “فضل عبد الكريم فضل بن علي محسن”، وفي عام 1837م في ظل سيطرة سلطنة لحج على عدن، وقعت حادثة غرق السفينة البريطانية “داريا دولت” قرب الشواطئ اليمنية فوجدت بريطانيا ضالتها لاحتلال عدن، وادعت بأن الصيادين اليمنيين قاموا بنهب تلك السفينة، وطالبت بتعويضات من قبل سلطان سلطنة  لحج “محسن العبدلي”، أو بتمكين بريطانيا من السيطرة على ميناء عدن، وكان موقف السلطان العبدلي أنه رفض المساس بالسيادة اليمنية، ووافق على دفع أي تعويضات أخرى، ولكن بريطانيا لم يكن لديها أي نية في الحصول على أي تعويضات، وإنما كان هدفها هو احتلال عدن وفرض سيطرتها عليها، ومينائها الإستراتيجي، فرفضت القبول بالتعويضات، وطالبت باحتلال عدن مقابل التعويض عما ادعته من نهب الصيادين اليمنيين لمحتويات السفينة “داريا دولت” وبدأت بالاستعداد لتنفيذ غرضها بالقوة العسكرية.

وفي عام  1838م احتل هينز احد الجزر المحاذيه لعدن الا انه اضطر لمغادرتها بعد معركه مع خمسين من رجال القبائل العبدليه وخلال الشهرين اللاحقين تم “محاصره” و”محاصره مضاده ” بين الطرفين ومنعت القبائل وصول المياه والحطب  لسفينه هينز وفي المقابل منع هو وصول السفن التجاريه الى ميناء عدن.

وفي 22 يناير 1838م وقع سلطان لحج محسن بن فضل العبدلي معاهدة بالتخلي عن 194 كيلومتر مربع (75 ميلاً مربعاً) لصالح مستعمرة عدن وذلك تحت ضغوط البيرطانيين مقابل شطب ديونه التي يقال أنها كانت تبلغ بما لا يتجاوز 15 ألف وحدة من عملة سلطنته، مشترطا أن تبقى له الوصاية على رعاياه فيها.

وفي 16 يناير 1839م أراد الكابتن “هينز” أن يستولي  على ميناء صيرة،فدفع بالعديد من السفن البحرية للاستيلاء على الميناء، لكن سرعان ماتم الإطاحة بعدد من السفن البحرية من المقاومة  في عدن، رغم عدم التكافؤ حيث كان اليمنيين يستخدمون أسلحة بدائية، وأما الأسلحة الثقيلة فكانت  عدد قليل من المدافع التقليدية والمرابض، الرابضة فوق قلعة صيرة المطلة على ميناء عدن  القديم، وقيل أن الهدف من الحملة هو معرفة عتاد وإمكانات المقاومين اليمنين.

وبعد الحملة بثلاثة أيام، قدم الكابتن “هينز” في يوم 19 يناير 1839م بسفنه الحربية لإحتلال ميناء صيرة، “قيل أن عدد المهاجمين كان 700-800 من الجنود الإنجليز والهنود بقيادة “هينز” والمقاومين كان عددهم 1000 مقاوم بقيادة السلطان محسن بن فضل العبدلي سلطان لحج وابنه حامد، واشترك فيها الأهالي والمشايخ والعلماء، وعلى رائسهم علوي بن زين بن علوى العيدروس”، وبلغ ذلك اليوم عدد القتلى من المقاومين اليمنيون 120 قتيلا.

انزلت شركة الهند الشرقية البريطانية بعد ذلك بأيام  في عدن مشاة البحرية الملكية لاحتلال الإقليم ووقف الهجمات التي يشنها القراصنة كما ادعت ضد السفن البريطانية المتجهة إلى الهند ومع إنشاء محمية عدن، بدأ النفوذ البريطاني يتمدد داخليا، غربا وشرقا على حد سواء. وكانت قاربت مساحة محمية عدن الغربية 75 ميلاً مربعاً والتي تنازل عنها السلطان بن فضل محسن إلى بريطانيا.

 

الكفاح والإنتفاضة:

عندما ضاق اليمنيون من ممارسات الاحتلال البريطاني، ضد اليمنيين، من خلال طمسه للهوية اليمنية فقد كانت عدن آنذاك تحكم كجزء من الهند البريطانية وتعرف بمستعمرة عدن، وكانت بريطانيا تعمل عملية خلط للثقافات والأجناس من اعتقادها بأنها بذلك تزلزل كيان الشعوب وتطمس الهوية الوطنية لديهم، فاستقدمت الهنود، والسودانين، والمصريين، وبعض الأجناس الى اليمن، وقبل قيام وعد بلفور استقدمت من جميع أنحاء العالم مايقارب 4500 يهودي الى عدن، وقامت بتأسيس حكومة ذات نمط إستعماري مباشر في عهد حكم جورج السادس مقصور على الموظفين من أصل إنجليزي.

هذه العوامل وغيرها من العوامل أدت الى نشوء العديد من الإنتفاضات خلال فترة الإحتلال، وبدأت هذه الإنتفاضات في الريف ثم انتقلت الى المدينة وقد بدأت هذه الإنتفاضات بإنتفاضة بن عبدات الكثيري في حضرموت من عام 1938م الى1945م وأنتهت بإنتفاضة يافع في عامي 1958م-1959م

ثم بدأت تتحول هذه الإنتفاضات الى زخم شعبي واسع الى مايبدو عليه شبه ثورة، حيث في تلك الفترة بدأت تتكون تكوينات نضالية وكيتونات صغيرة وبدأت تتشكل الفعاليات السياسية، والنقابية، والطلابية والنسوية المعبرة عن الشأن المحلي وتفاعلا مع قضايا التحرر العالمية، ومن أهم هذه التنظيمات والتكتلات:

 

1-تكوين رابطة أبناء الجنوب العربي عام 1950م.

2’تأسيس نادي الشباب الثقافي الواجهة الأمامية لحركة القوميين العرب عام 1953م.

3-تكوين مؤتمر عدن للنقابات عام 1956م الذي تغير اسمه عام 1958م إلى المؤتمر العمالي.

4-البدء في تنظيم الحركة الطلابية عام 1954م وقيام الاضرابات الطلابية للطلبة والطالبات واستشهاد الطالب قاسم هلال تزامناً مع قيام الاضرابات العمالية.

 

30 نوفمبر ميلاد فجر الحرية:

 

في أواسط خمسينيات القرن العشرين، ادرك البريطانيون، أنهم لن يستطيعوا إدارة المستعمرات واحتاجوا وحدة سياسية مستقرة تبتعد عن الموجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة العربية لكي يوفر لهم هذا العزل مقدرة على إدارة عدن من لندن، فأقاموا ماعرف باتحاد إمارات الجنوب العربي عام 1959م، وأنتهى المشروع بالفشل، ثم أقاموا بعد ذلك اتحاد الجنوب العربي في 1965م، ورفضت المشايخ الانظمام إضافة الى سلطانات حضرموت.

ضهرت بعد ذلك العديد من حركات المقاومة مثل الجبهة القومية للتحرير، التي قتلت المندوب البريطاني السامي “كينيدي تريفسكيس” في 10 من ديسمبر 1963م، وفجرت ثورة 14 أكثوبر تأثراً بثورة 26 سبتمبر في الشمال، وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، وقد كانت بريطانيا أعلنت أنها ستنسحب من عدن 1968م.

استمرت الجبهة القومية للتحرير بواجبها النضالي ومقاومة الاحتلال وكان دعم الجبهة القومية يأتي من أرياف، ردفان ويافع والضالع، بينما أعظم أنصار جبهة التحرير في الجنوب العربي، كانوا من عدن.

وكانت جبهة التحرير في جنوب اليمن المحتل، تدير عملياتها في عدن، وتتلقى دعماً من جمال عبد الناصر، وأعتقد اليمنيون آنذاك، أن الدعم من جمال عبد الناصر هو للتروج لأجندتة داخل البلاد.

العمليات التي قامت بها التنظيمات النضالية هي ثورة 14 أكتوبر.

وفي عام 1965م سقطت معظم المحميات الغربية بيد الجبهة القومية للتحرير، أنظم على سالم البيض، والعطاس، للجبهة القومية في حضرموت ومنعوا سلاطين السلطنة الكثيرية، والسلطنة القعيطية، من دخول البلاد..

أستخدمت بريطانيا أنصارها من اليمنيين للتفاوض مع الجبهة القومية للتحرير، وطالب أنصار بريطانيا من اليمنيين بالإنسحاب الفوري والإعتراف بشرعية حكومة بريطانيا، وطلبت أن توفر بريطانيا،مساعدات ضعف ما اقترحتة للإتحاد وأن تكون كل الجزر المرتبطة بمحمية عدن جزءاً من الدولة الجديدة. بينما مطالب البريطانيين كانت تسليم منظم للسلطات، وألا تتدخل الدولة الجديدة في شؤون أي دولة في شبة الجزيرة العربية،  كان البريطانيون متفاجئين من وجود أشخاص اعتقدوا أنهم موالين لهم خلال المفاوضات، التي تمت في جنيف، وأعلن البريطانيون أنهم سينسحبون في عام 1968م، وهو مافجر المعارك بين الجبهة القومية للتحرير وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، لإحتكار حق المصير فيما بينهم، بعد خروج البريطانيون.

 

انسحبت بريطانيا قبل الموعد التي قدمتة بأيام، وخرج آخر جندي بريطاني من اليمن في 30 نوفمبر 1967م، تنفس اليمنيون الحرية، ورغب اليمنيون أن يخلد هذا اليوم كي يكون رمز للحرية والحث على عدم الخضوع لأي احتلال، وأن الحرية ثمنها غال، لكنها تظل أغلى من كل شيء. …

 

مقال أشرف الصوفي

———————————

المراجع:

-https//:wikipedia.org/wiki/.com

-عزيز خود ابيردييف، “الاستعمار البريطاني وتقسيم اليمن”، ترجمة خيري الضامن، موسكو: دار التقدم، 1990م.PDF

 

-حسن صالح شهاب، “العبادل سلاطين لحج وعدن”، ط2، صنعاء: مركز الشرعبي للطباعة والنشر، 1999م.

 

-http://adengd.net/news

-https://www.qdl.qa.com

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + أربعة =