اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / كورونا وطواحين الهواء ..

كورونا وطواحين الهواء ..

 

المرصد نيوز: بقلم: حسن الوريث

 

.. كورونا وطواحين الهواء ..

 

كنت انا وصديقي الصغير عبد الله نتابع أخبار كورونا في  التلفزيون ونتنقل بين القنوات المحلية والعربية والعالمية لمعرفة آخر الأخبار عن هذا الوباء الذي اجتاح العالم وبينما نحن نتابع اذا بالعصفورة تأتي إلينا في زيارتها اليومية بحسب اتفاقنا معها وظلت تلاحظنا في صمت إلى أن انتهينا وكان أول سؤال بادرتنا به .. ماهو تقييمكما لما شاهدتما في هذه القنوات ؟ وهل تصدقون كل ما يبث وينشر فيها ؟ .

 

في الحقيقة كانت استفساراتها مفاجأة لكنها ربما تبدو منطقية على اعتبار ان الكثير من وسائل الإعلام والقنوات فقدت مصداقيتها والبعض منها يقدم مضمون هزيل كما هو حال معظم قنواتنا المحلية وخاصة الرسمية منها والتي فعلا صارت مملة وغير ذي جدوى وعدمها يساوي وجودها ويمكن أن إغلاقها سيفيدنا أكثر لأن ما يصرف عليها يمكن الاستفادة منه في امور واخرى وعموما .. كان الرد على استفسارات العصفورة قد بدأ من صديقي الصغير عبد الله الذي قال لها .. نحن نتابع القنوات ولكن لا نصدقها كلها وأيضا أغلب القنوات التي نشاهدها هي القنوات التي تتمتع بمصداقية أكثر اما تلك القنوات التي اشتهرت بالكذب والتضليل مثل قنوات العدوان وغيرها فإننا لا تتابعها اطلاقا .. ولأن كورونا هو موضوع الساعة فقد رأينا أن نتابع الوضع وأيضا التعليمات حتى نستفيد منها .. فردت العصفورة بقولها .. كلام ابنك وصديقك الصغير منطقي لكن أريد أن أقول لك أنني وخلال متابعتي لكما وانتما تشاهدان بعض القنوات المحلية لاحظت أنها تركز فقط على بث أخبار المسئولين وما يقومون به من نشاطات كما تقول هي انها تتعلق بتنفيذ الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة كورونا ولا يوجد مساحات برامجية فيها لتوعية الناس بطرق الوقاية منه وما هو دورنا كمواطنين ويفترض ان تتحول برامجها على الاقل بنسبة ٣٠ بالمائة توعية لكن دورها مازال هو التطبيل والتطبيل ثم التطبيل فقط وكل مسئول يستعرض عضلاته وبطولاته وإنجازاته لكن هل تصدق ان الواقع مختلف تماما ؟.. فقلت لها وكيف عرفتي ان الواقع غير قالت لي اسمع حكايتي وستحكم بنفسك .. قلت لها تفضلي هاتي ما عندك أيتها العصفورة الحكيمة .

 

بدأت العصفورة تحكي لي انا وصديقي الصغير  حكايتها حيث قالت .. كل ما تسمعونه وتشاهدونه في التلفزيون معظمه  غير صحيح .. فمثلا الحكومة اتخذت قرارات بإغلاق أسواق القات وفي اليوم الثاني تابعنا المسئولين في أمانة العاصمة والمحافظات يظهرون في القنوات بتصريحات عن إغلاقها وعندما تغادر الوفود هذه الأماكن سرعان ما تعود إلى العمل وأصبحت فرصة للمتهبشين فقط وأسواق القات مازالت لأن القرار كان متسرعا وليس مبني على دراسة البدائل لذلك فقد فشل وهذه الأولى.. اما الثانية فقد تابعنا المسئولين وهم يشاركون عمال النظافة في حملات وهمية تنتهي بمجرد مغادرة الإعلاميين المكان وتعود القمامة لتملا الشوارع والأحياء والمهم أنهم التقطوا الصور ونشروا الخبر وعادت حليمة لعادتها القديمة قلت لها وهذه الثانية فماهي الثالثة؟ قالت لي  الثالثة المحاجر الصحية التي يتجول فيها المسئولين وضعها مزري ولا تصلح حتى لحجز الحيوانات فما بالك بالبشر ومع ذلك نجدهم يتسابقون على زيارتها وبشكل مستفز حتى أنهم لا يلتزمون بأبسط إجراءات الأمن والسلامة عند تلك الزيارات وبالتالي يفترض وضعهم في محاجر صحية لأنهم اختلطوا بمن هم فيها وبالتأكيد أن وضع هذه المحاجر مازال نفسه لم يتغير وهناك الادهى والأمر وهو تسرب بعض ممن يفترض أن يكون فيها إلى المدن اما اللاجئين الصوماليين والافارقة فحدث ولا حرج فمدننا تمتلئ بهم ولا احد يدري من اين جأوا ومتى وصلوا ؟ وهل يمكن ان يكون أي منهم مصاب ؟ والكارثة إنهم يستطيعون الوصول إلى صنعاء وغيرها من المدن أكثر من المسافرين اليمنيين ثم أن هناك نقطة مهمة وهي الأعراس التي تم منعها من القاعات والصالات وتحولت إلى الشوارع والخيام الخلفية ومازالت تجمعاتها بنفس الوتيرة وقد يقول القائل أن أكبر شخص في لجنة كورونا هو من كسر القاعدة وبالتالي لا نلوم الآخرين وهناك الرابعة والخامسة والسادسة إلى المائة وكلها تصب في خانة خداع الناس والشعب بزيارات ونزولات تلفزيونية وهمية حتى لو حاولوا خداعنا كما فعل البعض وهو يرتدي بدلة عمال النظافة التي تم توزيع القليل منها بينما أغلبية العمال لم يحصلوا عليها .. قلت لها كيف ذلك ونحن الان انا وصديقي الصغير تابعنا أكثر من نصف الوزراء والمسئولين في الأخبار وهم يتغنون بإنجازات وزارتهم ومؤسساتهم ودورها المحوري في مواجهة كورونا؟ قالت لي رغم انك اعلامي الا ان لديك قصور في الفهم .. فهل يعقل أن لا تفهم أو تعي كل ذلك الكم من الأخبار الوهمية التي لا تجد إثرها في الواقع ؟ .

 

قال لي ابني وصديقي الصغير عبد الله كلام العصفورة صحيح فقد شاهدت انا وانت عند جولتنا اليومية كيف أن الأوضاع لم تتغير بل اني انا وانت سمعنا الكثير من الناس وهم يشكون من المتهبشين الذين يستغلون قرارات الحكومة في ابتزاز أصحاب الباصات والمطاعم والبوفيات والمحلات بحجة عدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية وعندما يستلمون حقهم يتركون كل شيء كما كان ولا يهمهم لا إجراءات ولا هم يحزنون فالمهم هو تحقيق الاستفادة من الأمر .. قالت العصفورة ابنك ربما فهم الموضوع وعرف أن الإجراءات مجرد حبر على ورق وتصوير وإعلام فقط لاغير وان بعض هؤلاء المسئولين كارثة حقيقية على البلد .. قلت لها على افتراض ان كلامك صحيح وان الوضع مجرد ديكور لزوم الظهور امام القيادة ورفع تقارير بإنجازات وهمية للخداع فماذا تقترحين للخروج من هذا الوضع ؟.

 

أجابت العصفورة .. اعتقد انك اعلامي ويمكن أن نتعاون انا وانت وصديقك الصغير لوضع مقترحات نقدمها لعل وعسى تجد أذان صاغية وان يسمعنا أولئك المسئولين الذين يبيعون الوهم للشعب ويعودون إلى رشدهم ويعملون بما تمليه عليه ضمائرهم اذا كانت ماتزال حية اما اذا قد ماتت فمهما قلنا لن يفيد والعزاء اننا سنقدم رسالتنا للقيادة التي نثق في وطنيتها وقدرتها على أحداث التغيير إلى الأفضل ورفع المعاناة عن الشعب وإنقاذه من معاناته ومن هؤلاء المسئولين الذين يوهمون الناس أنهم يحاربون من أجله لكنها معارك وهمية ضد طواحين الهواء المواطن فيها هو الضحية والوطن هو المنهك بمثل هؤلاء .. وغادرتنا العصفورة على أمل أن تعود من أجل أن نتحدث عن الرسائل التي يمكن إيصالها أنا وصديقي الصغير والعصفورة لمن يهمه الأمر حتى لا نظل نحارب طواحين الهواء ويتسلل إلينا كورونا من باب الإهمال والهروب بعيداً عن مسئولياتنا تجاه الوطن والشعب .

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 4 =