اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / غثاء الإعلام..

غثاء الإعلام..

لقطات رمضانية (14)

 

المرصد نيوز: بقلم- حسن الوريث

 

.. غثاء الإعلام..

 

بحسب الاتفاق امس مع العصفورة كنت انا وصديقي الصغير عبد الله ننتظر العصفورة عند باب البيت لبدء جولة جديدة نتعرف فيها على أشياء جديدة وننقل لكم تجربة ربما نستفيد منها جميعا إضافة إلى الموضوع الأهم وهو إيصال رسالة أو رسائل لمن يهمه الأمر وبالفعل وصلت العصفورة في موعدها وقبل أن ننطلق سألتنا هل هناك مسار معين لرحلتنا من خلال ما طرحتم على الأصدقاء لنتعرف على ارائهم في مواضيع وقضايا يمكن ان نتناولها فقلنا لها لقد تلقينا الكثير من المقترحات وسوف نأخذ بها تباعا لكن اليوم ستكون جولتنا عبر وسائل المواصلات العامة اما موضوعنا فسيكون كما يقول المثل الشعبي ” مابدا بدينا عليه “.

 

ركبت انا وصديقي الصغير ومعنا العصفورة وقبل أن نتحرك كان السائق يتنقل بين الإذاعات يبحث عن شيء نسمعه ولا يكاد يستقر عند اذاعة حتى ينتقل إلى أخرى وهو يتبرم من عدم وجود أي برنامج أو شيء له قيمة يسمعه وبالفعل لم يكن هذا رأيه لوحده بل كان رأي كل الركاب الذين طلبوا منه إغلاق الراديو لأنهم لم يجدوا ما يستحق أن يستمعون له فكل ماكان يقدم عبارة عن تهريج في تهريج وصياح برامج يطلق عليها مسابقات وهي عبارة عن محاولات سيئة جدا واستظراف ممن يسمون أنفسهم مذيعين ومذيعات وهم لا يمتلكون أدنى مقومات أو مؤهلات العمل الإعلامي والإذاعي حوارات تافهة وكلام يؤذي مشاعر الناس والمستمعين وأسئلة أتفه من التفاهة نفسها المهم في نهاية الأمر هو جلب أموال ولو على حساب القيم والذوق العام وما يطلق عليه اعلانات كلها لا ترقى إلى أبسط معايير الأعمال الإعلامية والاعلانية الصحيحة بل حوارات هزيلة يتم فيها الضحك على المعلنين أو اعلانات عبارة عن صوت عالي وبعضها اعلانات لبوفيات ومطاعم ولم يتبق سوى الإعلانات للمقاوتة وهذا لا يستبعد في ظل الهزال الذي يعيشه هذا النوع من الإعلام وانتشار هذه الإذاعات بشكل لايمكن ان يكون طبيعيا وهناك أشياء وراء الآكمة من هذا التكاثر العجيب للاذاعات.

 

قال لي صديقي الصغير وهو يسمع ما يقوله الناس من المسئول عن ضبط هذا المشهد الفوضوي لهذه الإذاعات وتصحيح مسارها ؟ قلت لها ياصغيري العزيز الأمر يفترض أن يكون بيد وزارة الإعلام فهي الجهة المسئولة عن ذلك لكنها لا تقوم بواجبها وتركت الحبل على الغارب وكان الأمر لا يعنيها .. فعاد ليسالني عن السبب لصمت وزارة الإعلام وسكوتها عن تنظيم الإذاعات ووضع الضوابط لعملها؟ .. قلت له ياعزيزي وزارة الإعلام لا يهمها من الأمر كله سوى رسوم التراخيص فقط وهي تبلغ ملايين الريالات اما ما يقدم في هذه الإذاعات فليس في وارد الوزارة اطلاقا وهو ما سمعته انا من أحد موظفي إذاعة من الإذاعات عندما سألته عن سر غياب وزارة الإعلام عن ضبط ما يقدم من اعلانات فيها خداع للمواطنين وخاصة تلك المتعلقة بمراكز العلاج بالأعشاب وغيرها فقال لي لا أخفيك سرا اننا ندفع للوزارة مقابل تركنا نعمل ما نريد ونقدم أي شيء .. فقاطعني صديقي العزيز بقوله .. كارثة أن يكون الأمر بهذه الصورة ولكن الان عرفت سر هذه الفوضى الإعلامية وصمت الجهات المختصة عن ذلك وعرفت لماذا هذه الإذاعات بعيدة في برامجها عن مضمون قوي وبعيدة عن مواجهة العدوان وكأنها في بلد آخر لا يتعرض منذ أكثر من خمس سنوات لعدوان وحصار وقتل وتدمير وهذه الإذاعات لم نسمع منها برنامج واحد او حتى إشارة واحدة لهذا العدوان والحصار بأي شكل من الأشكال ..

 

قلت له للاسف فما يقدم في الكثير من هذه الإذاعات يدخل في إطار الحرب الناعمة من خلال برامجها التي تعمل على تمييع الشباب وأبعادهم عن قضايا وهموم وطنهم فما يبث فيها أيضا من اغاني هابطة وبرامج أكثر هبوطا يأتي ضمن الأجندات التي تريد أشغال الشعب عن مواجهة العدوان بل وأكثر  من ذلك .

 

عندما أكملنا جولتنا قالت العصفورة سمعت الحوارات التي تمت بينكما وكذا مع السائق والركاب ومازلت مستغربة جدا من هذا الوضع وهل يمكن ان يكون المال سببا لصمت الجهات المختصة على هذه الإذاعات وما تقدمه من محتوى ومضمون هزيل بل وبسكتون عليها وهي تشارك في الحرب الناعمة التي تستهدف وعي الناس والشباب ومختلف فئات المجتمع اليمني الأصيل ؟ .. رد عليها صديقي الصغير بقوله يقولون ان القرش يلعب بحمران العيون وان من يبحث عن الجباية فقط لا يهمه أي شيء آخر.. لم استطع التعليق على كلامهما وساترك الموضوع للجهات العليا عل وعسى يكون لها وقفة جادة وحاسمة لإنقاذ الناس والذوق العام من هذا الغثاء الذي يقدم في هذه الإذاعات ويكون همنا ذلك وليس الجباية التي يسعى إليها البعض .. وقبل أن تغادرنا العصفورة قالت اعتذر من أصدقائنا لأننا لم نتمكن من تلبية طلباتهم بتناول المواضيع التي اقترحوها علينا وابلغهم بأنها في البال وسنطرحها تباعا.. ورمضان مبارك..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × خمسة =