اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / .. لوبي الرمال المتحركة ..

.. لوبي الرمال المتحركة ..

رسالة إلى الوالي 

 

المرصد نيوز. :بقلم- حسن الوريث

 

.. لوبي الرمال المتحركة ..

 

عندما يكون الوطن هو الهم الأكبر فإن كل شيء يهون امام ذلك مهما كانت التضحيات وعندما تكون المصلحة الشخصية لدى البعض هي الهم فإنه يخاف على نفسه من اي شيء حتى من الكلمة وهذا هو ماحصل فإن بعض أصحاب المصالح الخاصة ازعجهم ما نقوم به من بيان وتوضيح لما يقومون به وكشفهم للقيادة اولا وللراي العام ثانيا فكان أن تكالبوا واستخدموا أوراقهم للضغط والتضييق في محاولة لإيقاف كل من يفضح فسادهم وكما قلت سابقا انهم بالنسبة لي لم يكتفوا بإقصائي وتضييق الخناق ووضع دائرة سوداء وحمراء امامي بل تجاوزوا ذلك إلى إزعاج أشخاص آخرين اعزاء وحاولوا الضغط عليهم واحراجهم لايقافي وهم ربما نجحوا نسبيا لكن نجاحهم  بالتأكيد لن يستمر فهم بهذا العمل اثبتوا أنهم أضعف من بيت العنكبوت واهون من جناح البعوض .

 

سيدي الوالي..

 

عندما قررت التوقف عن الكتابة لم يكن ضعفا مني كما فهم البعض لكنه كان احتراما وتقديرا لمن اعزهم ولا اريد ان يتضرروا كما تضررت انا ولكن بعد دراسة الأمر كان الكثير يؤكد على ضرورة العودة للكتابة ومواصلة الجهود لحماية الوطن من هؤلاء لان مصلحة الوطن اهم من كل شيء وهؤلاء لا يجب أن ينجحوا في مساعيهم لإيقاف الأصوات الحرة والاستمرار في تدمير البلاد ولابد من الوقوف في وجه مشاريعم التدميرية والتخريبية وفسادهم وهذا هو دورنا وواجبنا جميعا وكما هو الثابت على مر التاريخ فإن أصحاب الكلمة الحرة هم من ينتصرون ويخلدهم التاريخ بينما يذهب هؤلاء الفاسدون إلى مزابل التاريخ .

 

سيدي الوالي..

 

قررت أن يكون الموضوع الذي اعود به إلى العمل والكتابة من المواضيع الهامة والتي نعاني منها جميعا ويعاني منها الوطن بشكل أكبر وهو موضوع لوبي الفساد الذي أنهك الدولة ومازال ينهكها ولم يتنبه له أحد على اعتبار ان هذا اللوبي ليس من مراكز صناعة واتخاذ القرار لكنه من تنتهي عنده كل تلك القرارات التي يتم اتخاذها وتتلاشى وتصبح كأنها لم تكن مهما كانت قوتها وأهميتها وتأثيراتها على البلد والناس وهذا اللوبي ليس منظما كما قد يبدو للوهلة الأولى لكل من يتابع أفعاله وان كان البعض منهم ربما له ارتباطات بخلايا خارجية لتدمير مصالح ومؤسسات الدولة لكن أغلب أعضاء هذا اللوبي من الذين ينطلقون من مصالحهم الشخصية والفساد الذي تعودوا عليه وصار جزء من روتينهم اليومي .

 

سيدي الوالي..

 

لو تحدثنا عن أمثلة على تلك القرارات التي تموت عند هذا اللوبي وتنتهي مهما كانت قوية ولدينا رغبة صادقة في تنفيذها فيمكن أن نتحدث عن قرارات انشاء ادارات خدمات الجمهور التي تحولت إلى مجرد مراكز لتعذيب الناس والجمهور وضياع معاملاتهم في كل الوزارات والمؤسسات دون استثناء وكذا قرارات انشاء إدارات الشكاوى التي تحولت بفضل هذا اللوبي إلى إدارات لإخفاء الشكاوى ومعاقبة كل من يشتكي إلى أن عزف الناس عنها وعندما نشاهد كيف تنتهي قوانين المرور وتلك الفوضى المرورية في شوارعنا وطرقاتنا لابد أن نتذكر هذا اللوبي وعندما نشاهد كيف تدار الامور في اقسام الشرطة وكيف تكون مصدر لعذاب المواطنين لابد أن نذهب مباشرة إلى هذا اللوبي وعندما تعجز أجهزة الدولة عن ضبط أي مخالفات من أي نوع كان وفي كافة المجالات فإن لهذا اللوبي الدور الأكبر في استمرار هذا العجز .

 

 

سيدي الوالي..

 

عندما تتخذ الدولة والحكومة قرارات قوية في مواضيع مهمة تتعلق بمصالح الناس والخدمات المقدمة لهم أو معالجة أي اختلالات تذهب هذه القرارات إلى مستوى معين وتنتهي وكأنها تغوص في رمال متحركة كثيفة حتى الوزراء والمسئولين لا يقدرون على استعادتها لانها تكون ضاعت في ركام هذه الرمال ومن يحاول فإنه يضيع بل ويتوه في دهاليز اللوبي وزحمته لأنه تغلغل وأصبح القضاء عليه صعب ويحتاج إلى إرادة حقيقية ومسئولين أكفاء ورؤية وطنية لدولة نظام وقانون وليس مجرد كلام في كلام مثلما تفعل حكومة الإنقاذ والمكتب التنفيذي للرؤية أتعرفون لماذا لأن أعضاء هذا اللوبي تمكنوا من الدخول والتغلغل في مفاصل لجنة الرؤية وهم يبيعون الكلام دون أفعال حقيقية وبامكانكم التأكد من هذا الكلام من خلال حسبة بسيطة عن إنجازات هذه اللجنة على مدى ثلاثة أعوام من إعلانها كما أن هذا اللوبي هو من أفشل كل توجيهات وقرارات المجلس السياسي الأعلى والحكومة وجعلها مجرد حبر على ورق مايؤدي إلى زيادة غضب الناس وامتعاضهم وكذا انهاك الدولة ومؤسساتها وتشكيل صورة ذهنية لدى المواطنين حول عدم القدرة على إدارة البلاد بل أكثر من ذلك هو الايحاء بأن الدولة فاسدة رغم أن الفساد معظمه يتركز عند هذه الفئة وهذا اللوبي .

 

سيدي الوالي..

 

هل يمكن أن نأمل في رؤية وطنية حقيقية لبناء دولة النظام والقانون والدولة المدنية التي نطمح اليها ؟ أم أن لوبي الرمال المتحركة سيلتهمها كما التهم كل تلك القرارات والتوجيهات في ظل عجز كبير للحكومة ومسئوليها عن مواجهة هذا اللوبي بقصد أو بدون قصد ؟ وهل وصلت الفكرة والرسالة عن خطورة وجود مثل هذا اللوبي وأهمية مواجهته من خلال تضافر جهود الدولة والمجتمع للقضاء عليه وبما يؤدي الى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهيبتها حتى لاتغوص في رمال ذلك اللوبي المتحركة ؟ وفي الختام ساقول لكم وللجميع بأني قررت العودة للكتابة وأداء واجبي تجاه وطني العزيز مهما كانت الصعوبات والعراقيل والتضحيات ولو كان الثمن هو العمل والوظيفة وحتى لو كانت حياتي فإني ساقدمها في سبيل الحرية والكرامة والعزة وكلمة الحق لكشف الفساد والمفسدين وتنظيف البلاد منهم .

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =