المرصد نيوز /بقلم / فاروق مريش
عندما نحتفل بميلاد الرجل الذي اصطفاه الله عز وجل من بين جميع خلقه وجعلَه في تمام السلوك البشري السوي حين وصفه تمام الوصف فقال عز وجل : ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم ) .. فإننا نحتفل بالأنموذج الأوحد والمثال الأكمل والأسوة القدوة على جميع الأصعدة التي تغطي مناحي حياتنا .
( محمَّد ) رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام .. هو السراج الوهاج الذي أضاء الأنفس بنور الله عز وجل ، وهدى الأرواح لسبيل عتقها السرمدي ، وجاد برحمته ومحبته لقلوب الحيارى التائهين فصاروا مرشَدين ومرشِدين .
( محمَّد ) هو الاسم الوحيد المقرون مع اسم ( الله ) ، في الشهادتين والآذان والصلاة ، ونعمَ بها من منزلة .
فكل أربع ثوانٍ في هذا الفضاء المتلاطم يستقر الوجود بترديد اسمه على مسامع الخلائق .
محمَّد هو المولود الذي ولدت معه الحرية والعزة والكرامة والإنسانية والبطولة والحكمة والرقي لأمةٍ كانت تباهي بدفن ذاتها بين رمال الصحراء .
لكل ما ذكرناه ومالم نذكر .. حُقَّ لنا أن نزهو بحبيبنا ومعلمنا وهادينا وشفيعنا .. حُقَّ لنا أن نتزين بلون قبته الخضراء ، ونملأ قلوبنا وأيامنا ومساكننا باخضرار البركة والنمو والازدهار .
ولكل متأفف من الاحتفال نقول له ، احتفل مع الامارات بالصليب ، ومع السعودية بترامب ، ومع عمان بنتنياهو ، ومع مصر بفرعون ، ومع روسيا بقيصر ، ومع الفاتيكان بالبابا ، ومع اسرائيل ببلفور ، ومع الأمم المتحدة باليوم العالمي لغسل اليدين .. احتفل واحتفل فلا شأن لنا باهتمامك وولائك ومناسباتك .
أما نحن سنحتفل ب ( محمَّد ) وسنجعله نبضاً في قلوبنا ، وتاجاً على رؤوس أطفالنا ، وزينة تزين أسطح منازلنا ، وأخلاقاً يعبر عن هويتنا وانتمائنا ، وعدلاً في معاملاتنا ، ومسحاً على شعر أيتامنا ، ومواساة لجوع فقرائنا ، وحكماً في قانوننا ، ورحمةً فيما بيننا ، وشدة على عدونا .
احتفالنا بحبيبنا هو احتفال يعيد ذكراه لسلوكنا ، وتراثه لتفاصيلنا حتى نستعيد مكانتنا يا من تقبعون تحت الأمكنة .
🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱