عبده العبدلي
بعد حرب صيف 1994م انتشى صالح وبدا يمارس الإقصاء والتضييق على شريكه في الوحدة كمنجز وشريكه في الحرب اللعينة ونال من التجربة الديمقراطية بتفريخ الأحزاب والصحف وشرع إلى خوض معركة أخرى اعتقد حينها رأس الدولة ورئيس الحزب الحاكم وصاحب كتلة الغلبة في البرلمان انه قد انتصر على مناوئيه بعد عملية الاستقطاب وشراء ولاءات الكثير من قيادات الأحزاب التي اغدق عليها النعم وسكت على فساد كثير من تلك القيادات التي عمل على تعيينها في مناصب عاثت فيها فسادا وافسادا ظنا منه أن ملفات فسادهم ستجبرهم على البقاء معه ضاربا بمعاناة الشعب جراء فسادهم عرض الحائط ووصل الأمر حد ملاحقة منتقدي الفاسدين وجرجرة الأقلام الوطنية والشريفة إلى المحاكم وتخصيص محكمة للصحفين إلا أنه وجد نفسه أمام واقع كان لابد أن يحصل .
في انتفاضة 2011م عادت الطيور المهاجرة التي استقطبها صالح إلى عرجونها القديم ولحق بها اعداد كبيرة من أتباعه الذين كان يعتقد انهم يدينون بالولاء له ممن خرجوا إلى ساحة الجامعة والستين في أمانة العاصمة وبقية المحافظات اليمنية مطالبين برحيله .
بعد خروج صالح من الحكم وفقا لمبادرة الخليج ظل يوهم من بقي معه من أتباعه أنه مازال قويا ومسيطرا على المشهد السياسي رغم أن الرجل قد تآكل من الداخل وانخارت قواه تماما وأن من كان بارعا في شراء الولاءات وانفاق عشرات بل مئات الملايين والسلاح على قبائل طوق صنعاء والقادة العسكريين وبعض النخب بدا يتهاوى بعد أن انفض عنه من حوله إلا قليل لم يغنوا عنه شيئا ولم يدفعوا عنه مصيره .
واخيرا :
(من يعمل معك اليوم ويقدح في من كان يعمل معه بالأمس بعد ان كان يسبح بحمده وامتدحك سيقدح فيك غدا ويمتدح من سياتي من بعدك )