اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / مواطن يبحث عن وطن (9) . جامعة غبراء دبراء..

مواطن يبحث عن وطن (9) . جامعة غبراء دبراء..

 

المرصد نيوز / بقلم / حسن الوريث 

.                 . جامعة غبراء دبراء.. 

وصف رئيس الوزراء الأسبق المرحوم عبد القادر باجمال جامعة صنعاء بأنها غبراء دبراء وذلك في إحدى زياراته لحضور فعالية في كلية الزراعة وبالتأكيد أنه كان محقا في كلامه ووصفه لانها فعلا كذلك ولو أنه كان مايزال حيا وزارها الان ما الذي كان سيقوله عنها لاشك أنه سيعجز عن الوصف رغم أنه كان رحمه الله فصيحا ومتحدثا لا يشق له غبار وفارسا من فرسان الكلمة فتلك الجامعة التي راها في ذلك الوقت ووصفها بذلك الوصف تدهورت وساءت حالتها إلى درجة لا يمكن تخيلها.

قال لي زميلي المواطن الذي كنت معه في زيارة الجامعة وبالتحديد كلية الزراعة وماتسمى بمزرعتها التي يقولون أنها لتربية الأبقار والأغنام وبعد أن شاهدنا تلك المهزلة في هذه المزرعة والابقار والأغنام التي تتضور جوعا ونالها الهزال وتلك الاراضي القاحلة التي يسمونها مزرعة .. لماذا مشاريع الحكومة والدولة فاشلة هكذا ؟ .. قلت له يازميلي العزيز مشاريع الدولة والحكومة فاشلة لأن من يديرها أشخاص يبحثون عن مصالحهم فقط وكم يستلمون من مخصصات مقابل إدارة هذه المشاريع والاشراف عليها وكل منهم لم يكلف نفسه حتى زيارة واحدة لموقع المشروع ولو ان عميد كلية الزراعة أو رئيس جامعة صنعاء قاموا بزيارة واحدة لهذه المزرعة لقدموا استقالتهم فورا اذا كان عندهم احساس لكنهم لا يمتلكونه وايضا لا يهمهم ما يجري بقدر سعيهم لجباية الإيرادات من الطلبة بغض النظر عن نوعية التعليم الذي ساء ونزل إلى أدنى مستوياته .. رد عليا زميلي المواطن العزيز هل يعقل أن يكون الوضع هكذا ؟ قلت له اكيد والا لو كان رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات كلفوا أنفسهم بالنزول من سياراتهم وقاموا بجولات ميدانية لكان الوضع تغير ولكانت جامعة صنعاء نموذج في كل شيء ولكنا شاهدنا مشاريع استثمارية عملاقة بالاستفادة من الطاقات والكوادر العلمية ومن طاقات الطلاب والطالبات في تنفيذ تلك المشاريع .. وبينما كنا نتحدث شاهدنا المباني السكنية التي مازالت عبارة عن هياكل اسمنتية تتأكل بفعل عوامل التعرية .. فقال لي زميلي المواطن العزيز ماهي قصة هذه المباني ولماذا مازالت هكذا ولم يكلف أحد نفسه بدراسة وضعها ومعالجته واستكمالها؟ قلت له .. ينطبق عليها ماينطبق على بقية الأمور مثل مزرعة كلية الزراعة القاحلة ومراكز الجامعة النائمة وتلك الأشجار التي تكاد تموت من العطش وذلك المجرى الذ يمر من وسط الجامعة وتنبعث منه روائح كريهة ومباني الكليات التي لا يصلح بعضها ليكون زريبة للماشية فما بالك بكلية يدرس فيها الطلبة ومن كذب جرب حتى كليات الطب وطب الأسنان والزراعة والإعلام كامثلة للوضع المخزي وهذا كله ومسؤولي الجامعة مشغولين لجباية رسوم على كل شيء ولايستبعد ان يأتي اليوم الذي يفرضون فيه رسوم على دخول الجامعة تدفع في البوابة .

اتفقت انا وزميلي المواطن العزيز على أن نوجه رسالة إلى الجهات العليا بضرورة إعادة النظر في مسئولي الجامعة وتعيين كفاءات تديرها بدلا من هؤلاء الجباة الذين ساهموا في تدهور الجامعة التي يفترض بها ان تكون واجهة التعليم العالي في البلاد وان تتحول كلياتها وساحاتها الى خلايا نحل وورش عمل ومساحات خضراء وان يكون اساتذتها وطلابها هم من يقودون التنمية ويحملون مشاعل التنوير في البلاد .. ونتمنى انا وكل المواطنين ان نرى جامعتنا خضراء منتجة وليس غبراء دبراء ورحم الله باجمال.. فهل ستصل رسالتنا ام ان الأمر سيبقى كما هو في اعلى هرم جامعاتنا وتعليمنا الذي يفترض ان يكون عاليا ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟ ..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + ثلاثة عشر =