اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / طه العامري يكتب عن انتصارات ( دمشق ) وحسابات ( المهزومين ) ..؟!!

طه العامري يكتب عن انتصارات ( دمشق ) وحسابات ( المهزومين ) ..؟!!

انتصارات ( دمشق ) وحسابات ( المهزومين ) ..؟!!

 

طه العامري 

 

مثلت الاستحقاقات السيادية السورية المتمثلة بنجاح الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد وما تخلله من أعراس شعبية طالت كل مدن وشوارع وأزقة الجمهورية العربية السورية ؛ أقول مثل هذا الانتصار لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية المتورطة بدعم وتمويل الإرهاب الكوني الذي استهدف سورية الدور والقدرات والموقف والهوية الحضارية ؛ حالة ( ارتكاسيه ) في حسابات المتورطين الذين حصدوا في النهاية ( هزيمة ) ألقت بظلالها على كل حساباتهم الآنية والمستقبلية ؛ لدرجة تبدوا فيها هذه الأطراف عاجزة عن تفسير أو تبرير _ هزيمتها من ناحية ومن الأخرى تبرير أو تفسير دوافعها وأسبابها في الحماس الذي أبدته قبل عقد من الزمن في استهداف الجمهورية العربية السورية مع علمنا بدوافع وأسباب هذه الأطراف مسبقا وأيضا علمنا بدوافعها وأسبابها _ اليوم _ في الهرولة نحو دمشق بهدف استعادة علاقتها مع هذا البلد العربي الذي يحتاجه العرب نعم لكنه بقدر ما يحتاج هو للعرب فأن حاجته مرهونة بأن يحترم هولاء العرب _ أولا _ إرادة وقرار وخيار وموقف الجمهورية العربية السورية وقيادتها وشعبها ..

بيد أن الحملة الإعلامية الممنهجة والموجهة التي تقوم  بها بعض الوسائط الإعلامية المحسوبة على بعض الجهات العربية المتورطة في استهداف سورية وشعبها وقدراتها والتي تبدو في طروحاتها ومراميها كمن يحاول لي عنق الحقيقة من ناحية ومن الأخرى تحاول هذه الوسائط تسويق مبررات واهية عن تورطها في هذا الاستهداف دون الإفصاح الكلي عن دوافعها وأسبابها أو عن الأطراف الدولية التي أمرتها بخوض معركة استهداف سورية ؟ وقد وجدت هذه الأطراف  الدولية والإقليمية نفسها بعد ( عشرية الصمود العربي السوري ) مضطرة للتسليم بمرارة الهزيمة ؛ ومحاولة وصفها بخيبة آمل ؛ الأمر الذي جعل بعض الأنظمة العربية المتورطة حتى النخاع في تمويل ورعاية الإرهاب في سورية تحاول اليوم جاهدة التقرب من دمشق ولكن بطريقة من _ تأخذه العزة بالأثم _ فهم يعترفون بصمود دمشق ويعترفون بانتصارها ؛ ومؤمنون بهزيمتهم ؛ ومع ذلك يحاولون إيجاد تبريرات لأنفسهم من شأنها أن تبقي على ما تبقى من ( ماء وجوههم ) التي أشك أن لديهم وأن مجرد ( رذاذ ) من ماء الوجه ..؟!!

في أحدى الوسائل الإعلامية الممولة _ خليجيا _ تابعت لقاء ثلاثي لمحللين من ( دمشق _ وطهران _ والرياض ) وتابعت الكثير من التحليلات المتعلقة بعودة علاقة بعض العرب مع دمشق ؛ دمشق التي رغم صدمتها من هولاء العرب ؛ ورغم جراحاتها الغائرة ؛ ورغم جبال الآلام التي تركها  هولاء العرب في الذاكرة العربية السورية وفي ذاكرة كل شرفاء وأحرار الأمة العربية والعالم ؛ جراء سلوكهم المقيت ومواقفهم القبيحة والقذرة مع ( دمشق )  إلا أن ( دمشق ) تبقى هي عنوان الصمود العربي القومي ؛ وبؤرة العنفوان الحضاري الذي لا ينكسر وأيقونة الفعل العربي الحر والمقاوم .. دمشق التي لا تساوم على مبادئها ولا تفرط في ثوابتها ولا تخضع منظومة قيمها لجدلية الربح والخسارة ؛ دمشق التي جذر فيها وفي وجدان ترابها وإنسانها القائد الخالد المرحوم حافظ الأسد قيم ومبادئي الوفاء لكل من يوفي معها واخلصت بصداقتها لكل من أخلص بصداقتها ؛ وبالتالي ليست ( دمشق ) هي من تساوم وإلا كانت حذت حذو _ المنبطحين والمرتهنين _ وجنبت نفسها عشر سنوات من المواجهة العسكرية الميدانية وعقود من الصراعات الاستخبارية والإعلامية والاقتصادية والثقافية التي خاضتها سورية ضد أعداء الأمة التاريخيين _ الاستعمار والصهيونية _ نيابة عن الأمة العربية بكل أحرارها و أيضا ( خونتها وعملائها ) ..؟!!

دمشق ترحب اليوم بكل من جرحها من العرب أنظمة كانت أو أحزاب وفعاليات أو منظمات أو أفراد _ إنها تقتدي اليوم بسلوك ومواقف الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله يوم فتح مكة ؛ وكما لم يشهر رسولنا الكريم سيف الحقد والكراهية ؛ ولم يعمل على عقاب من حاربوه ونكلوا به وبأصحابه ؛ بل قال لهم وبكل حب _ أذهبوا فأنتم الطلقاء _ صلوات الله وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول ما أعظمك _ وما أعظم سورية الأسد التي تقتفي أثرك اليوم وتؤكد أن دمشق مفتوحة أمام كل من خذلها وكل من تأمر عليها ؛ وكل من طعنها من الخلف ؛ وترك جرحا في الجسد والذاكرة ؛ ومع كل ذلك ترحب دمشق بالجميع ولكن على الجميع هولاء احترام قرار دمشق وإرادة دمشق وقرار دمشق .

ولمعلومة الجميع أو لكل من تخونه ذاكرته أن من وقف مع دمشق في محنتها طيلة العقد المنصرم من عمر المواجهة الميدانية وعلى مختلف الجبهات والمجالات لم يقفوا وقفتهم معها تكرما أو لدوافع سياسية واستراتيجية بل بوقفتهم هذه أنما يردون ل ( دمشق ) بعضا من مواقفها وجمائلها معهم ؛ أي أنهم يبادلونها الوفاء بالوفاء ولم يحذو حذو بعض العرب للأسف الذين خذلوا دمشق وخانوها رغم مواقف دمشق معهم ووقوفها إلى جانبهم في احلك الضروف التي مروا بها سواء تعلق الأمر بأنظمة الحكم الخليجية أو ببقية الأنظمة العربية التي انصاعت لأوامر _ واشنطن _ ولندن _ وباريس _ وتل آبيب _ وخاضوا معركة استهداف الجمهورية العربية السورية على أمل إسقاطها وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتدمير قدراتها المادية والمعنوية وهويتها وقيمها الحضارية ؛ متجاهلين كل مواقف دمشق معهم وما قدمته لهم طيلة عقود وعلى مختلف المجالات الحياتية والحضارية .

دمشق تجسد اليوم مقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر _ نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا _ الجمهورية الإسلامية الإيرانية موجودة بخبرائها وبكل قدراتها في سورية نعم ؟ وهي بهذا ترد بعض من مواقف دمشق معها خلال الحرب التي فرضت عليها وعلى العراق من قبل القوى الاستعمارية وبعض الأنظمة العربية التي ساهمت وبفعالية ماديا ومعنويا في تلك الحرب التي لم تكن سوى ( حرب تدمير العراق وإيران ) على حد سواء كما قال بذلك حرفيا مستشار الأمن القومي الأمريكي ( بريجنيسكي ) ..!

حلال تلك الحرب الظالمة وقفت دمشق رافضة تلك الحرب وحين لم يستمع أحد لصوت الحق الذي صدح من دمشق محذرا منها وقفت دمشق إلى جانب طهران لان دمشق تفكر دائما بعقلية استراتيجية بعيدة الأمد ولا ترى كما يرى البعض إلى تحت أقدامهم .؟!

وكانت وقفتها وقفة حق ومبدئية بعيدا عن الشعارات (السفسطائية ) التي يرددها البعض ك(الببغاوات ) عن إيران وثورتها التي ازاحت عن كاهل الأمة أعتى نظام معادي للوجود العربي وحليف استراتيجي للصهيونية والاستعمار هو نظام ( الشاه ) الذي يتباكى عليه بعض العرب المرتهنين إلى يومنا هذا ؛ ولهذا وقفوا موقفا معاديا من الثورة الإيرانية تضامنا مع سيدهم ( الشاه ) وخوفا من أن تطالهم شرارة تلك الثورة ؛ كنتاج حتمي لظلمهم وطغيانهم وتأمرهم مع الأعداء حتى على شعوبهم ؛ وبدلا من أن يخذوا  من تلك الثورة حافزا لتصحيح أوضاعهم وتحقيق العدالة الاجتماعية في أوساط شعوبهم ؛ راحوا يحاربوا الثورة ويسعون لإجهاضها بطلب من أمريكا والدول الاستعمارية والصهيونية العالمية ؛ وقد خالفتهم سورية بهذا وكانت دمشق على حق في كل مواقفها ولا تزل ؛ لذلك تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم إلى جانب دمشق قيادة وشعبا وقدرات وستعمل كل ما بوسعها لإزالة كل ما خلفته المؤامرة العربية _ الكونية والجماعات الإرهابية التي تم جلبها بأموال عربية من 89 دولة ..؟!!

وروسيا الاتحادية هي اليوم في سورية وتقف إلى جانبها ؛ نعم ففي لحظات الانهيار الكبير للاتحاد السوفييتي وتمزقه إلى جمهوريات وكانتونات متناحرة ؛ وقيام هذه الجمهوريات والكانتونات بطرد من أراضيها كل من له جذور روسية فتراكمت أزمات روسيا الاتحادية وتعقدت ضروفها الداخلية وكاد الناس فيها يأكلون بعضهم بعضا ويقتلون بعضهم على بضعة دولارات ؛ وكم من الجرائم اليومية حدثت في شوارع موسكو ومدن روسيا الاتحادية بدافع السرقة والقتل ؛ وطالت حتى الطلاب العرب الذين تعرضوا للقتل والعنف بهدف سرقة ( ساعة ) من يد أحدهم أو ( جاكت ) ثمين ليذهب بكل هذه المسروقات سارقها ليبيعها مقابل كم (ربطة خبز  ) لينقذ به اسرته من الهلاك جوعا ؛ نعم عاشت جمهورية روسيا الاتحادية خلال الفترة 1989_ 1993م أسواء مراحلها التاريخية فترة توقفت فيها اقتصاديات روسيا حتى الزراعية منها وعرضت كبرى قلاعها الاقتصادية والصناعية للبيع في مزادات علنية وسط شماتة الكثيرون وفرحتهم بما آل إليه الحال في أحدى أهم قلاع الاتحاد السوفييتي الذي كان يقسم رغيف الخبز بين مواطنية ومواطني حلفائه في دول العالم الثالث والمنظومة الاشتراكية ؛ ولم يلتفت لحال روسيا الكثيرون ممن وقف معهم الاتحاد السوفييتي ومدهم بكل القدرات الحياتية من الغذاء والكماليات حتى الرصاصة والصاروخ والطائرة وكثير من هولاء كانوا يدينون بمبالغ طائلة لروسيا الاتحادية التي ورثت الاتحاد السوفييتي بكل ما كان له وعليه ؛ كانت لروسيا مليارات الدولارات لدى بعض العرب تحديدا وخاصة العراق وليبيا واليمن والجزائر والصومال والسودان ودول أخرى كثيرة ؛ لكن للأسف الكل تنكر لروسيا تنفيذا لرغبات واشنطن ولندن اللتان دفعت بمستثمريها إلى روسيا لشراء كبرى مصانعها وشركات القطاع العام فيها وراحت أجهزة المخابرات الغربية تتجول في أكبر وأضخم المصانع العسكرية الروسية بما في ذلك المصانع المتخصصة بصناعة الأسلحة النووية ..؟!!

فيما كبرى الصحف الغربية تشمت وتناشد المجتمع الدولي انقاذ مواطني روسيا من الجوع والفقر والتخلف الذي حل بهم ؛ بل وذهب الغرب وبكل وقاحة يحاور حينها السلطات الروسية في كيفية التخلص من ( القدرات النووية الروسية ) ؟! ونشرت بعض صحف الغرب إعلانات على صفحاتها تستجدي اثرياء الغرب التبرع لروسيا بكلفة إتلاف تلك القدرات وأيضا مناشدة البنك الدولي بتقديم قروض لموسكو لكي تتمكن من تجاوز ازمتها الاقتصادية ..؟!!

سورية الأسد وحدها وقفت وبكل ثقلها إلى جانب روسيا الاتحادية وشعبها ؛ ومنذ بداية الأزمة حولت سورية كل قدراتها الاقتصادية إلى روسيا ؛ فكانت مصانع سورية تنتج على مدى الساعة وتشحن ما تصنعه من الغذاء والملابس إلى جمهورية روسيا ؛ وكانت محاصيل القمح السنوي في سورية تشحن إلى روسيا بعد أن تحجز سورية حاجتها المحلية ؛ بل كانت سورية تستورد بعض المؤاد من بعض الدول وما أن تصل تلك المؤاد إلى موانئها حتى يعاد تصديرها إلى روسيا ؛ وحين انهارت العملة الروسية وبتوجيه مباشر من الرئيس حافظ الأسد _ رحمه الله _ تم كسر كل ودائع الجمهورية العربية السورية من الودائع بالعملة الصعبة في بنوك الداخل والخارج وتحويلها إلى البنك المركزي الروسي ؛ ولم تغير لحظة دمشق موقفها من علاقتها مع روسيا بل تعززت علاقتها أكثر متانة ؛ وكانت سوريا حافظ الأسد وراء عقد لقاءات وتفاهمات روسية _ إيرانية بدءا من أوائل العام 1991م وكان أول لقاء رسمي بين وفدين من روسيا وإيران قد شهدتهما دمشق وبرعاية الرئاسة السورية ؛ ليبدأ على أثر ذلك تعاون استراتيجي بين طهران وموسكو أخذ يتطور مع مرور الأيام ..

لكل ما سلف تقف روسيا اليوم موقفها المبدئي مع سورية وترد لدمشق بعضا من مواقفها الحضارية والمبدئية ..سوريا التي يعرف كل العالم مواقفها المبدئية الثابتة وصدق مواقفها وبالتالي هناك من وفاء معها في محنتها وهناك من خذلها رغم مواقفها الصادقة معه ومع ذلك فأن صاحب المبادئ يبقى ثابتا على مبادئه صادقا في طروحاته وسيد قراره ومالك إرادته لا ينكسر ولا يمكن مساومته أو ابتزازه وهذا ما يجب أن يفهمه بعض العربان ممن عمى الله بصرهم وبصيرتهم وانساقوا حلف أعداء الامة ينفذون لهم ما يطلبون ويتحكمون بهم كما يرغبون .

للموضوع صلة

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − خمسة =