اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / شاب تحدى الإعاقة منذ الطفولة 

شاب تحدى الإعاقة منذ الطفولة 

المرصد نيوز / شادي ابراهيم 

الكثير ينظر الى أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الجسد وعدم قدرتة على الحركة والانخراط في المجتمع ولكن هذا المفهوم غير صحيح بتاتا وإنما الإعاقة هي إعاقة العقل والإرادة والعزيمة وعدم القدرة على التعايش مع افراد المجتمع

 

 

الشاب حسام عبدالملك صاحب العمر 30 عاما  نموذج لتحدي الإعاقة الحركية التي رافقته في حياتة بشكل تدريجي فقد كان في طفولتة يستطيع المشي والحركة بشكل بسيط ولكنه لم يكن يدرك بأنه كلما تقدم به العمر لن يستطيع الحركة بسبب تأكل لحم جسمه من الداخل لم ينظر إلى كل المعانات التي يمر بها والأوجاع التي يعيشها ليتفوق في تعليمة الأساسي والثانوي ومن بعدها أصبح حسام رهين لكرسي متحرك بسبب انتشار المرض في جسمه الذي لم يبقي منه سوى العظم ولم يعد بمقدورة إلا تحريك رأسه فقط وأيديه بصعوبة جدا

 

عاش حسام  طفولة قاسية مليئة بالتعب والمسؤولية والكفاح، وشبّ في زمنٍ يشيخ فيه الأطفال قبل أوانهم، وتندثر فيه أحلام الشباب قبل نضجها، نتيجة الأزمات السياسية التي أدت في نهاية المطاف إلى حرب أثخنت اليمن بالجراح والمآسي؛ ولأنّ أسرته من العائلات التي تمنح التعليم أولوية -رغم فقرها- والدة يعمل مدرسا  تلقى حسام تعليمه الأساسي والثانوي في المدرسة القريبة من منزله، إلى أن أكمل تعليمه الثانوي، بعدها توجه  إلى الجامعه ، حاملًا حلمه على كتفيه، ومستبشرًا بقبوله بجامعة الحديدة.

 

تحدي الإعاقة في إكمال المشوار التعليمي

لم يترك حسام اليأس يتسلل إلى داخله ليقوم بتسجيل  بجامعة الحديدة في القسم الذي يتميز به ويملك موهبة كبيرة فيه وهو قسم ثقنية الحاسوب ويتم قبوله لبداء حسام حياة جديدة ومرحلتة الجامعية الصعبة متوجا مجهودة بنجاح في السنة الأولى والثانية  ولم يبقى بينه وبين حلم التخرج إلا بضع سنوات لتدخل البلاد في دوامه الحرب التي وصلت إلى اطراف مدينة الحديدة وإغلاق الجامعات والمدارس

 

من القصص الحقيقية في حيات حسام

 

على الرغم من الوضع الخطير الذي كان في تلك الفترة إلا أن حسام كان يذهب على مثنى كرسية المتحرك إلى ميناء الصيد ليجمع الاسماك وبيعها باليل والنهار لم يعبه حسام للخطورة التي تحيط به وفي صباح  يوم مظلم عند بزوغ وضح الصباح لتنهال القذائف على ميناء الصيد بالقرب من المكان الذي كان فيه حسام لينظر إلى الضحايا وكل من حوله يهم ويركض للخروج والهروب فلم ينظر إليه أحد لكي ينجو به لكونه معاق لكنه لم يجد أحد يخرجه من الخطر الذي كان يحدق به حتى كانت عنايت الرحمان تحيط به من كل جانب فلم يصيبه مكروه أو أذى

 

معاناة أخرى

 

لم تتوقف معاناة الشاب حسام عبدالملك في البحث عن فرصه عمل تشركة في الحياة بما يناسب إمكانياته وخبراته في المجال الإلكتروني الضائعة بين غيابت الحرب ليستمر بلعمل بميناء الأسماك بمحافظة الحديدة لبيع وشراء الأسماك وممارسة هوايتة  بعالم الحاسوب عن طريق الاستراحات للإنترنت ليصبح أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي  لتوفير احتياجاتة الشخصية واليومية كونه ليس لديه من يتكفل به وبما يحتاجة في حياتة الخاصة

 

يذكر حسام عبدالملك ” بانة لم يجد عمل بسهولة، مما جعله يذهب بعربته المتهالكة إلى ميناء الصيد للحصول على الأسماك وبيعها ، وهذا  هو أقل شيء أقدمه لمساعدة نفسي وتحدي الإعاقة واليأس ، ولكنه ليس كافيا لمواجهة الجوع ومتغيرات العيش  “.

 

 

يفيد حسام بأنه  تم عرقلته من قبل قيادة الهيئة  تحت مبرر  أن لديهم كداسه بالعمال خاصة  بعد اختباره ونجاحه بالاختبار كما أن هنالك  قوانين  كفلت له بهذا الحق حيث أن  على أي مؤسسه حكوميه  تعيين عدد معين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهيئة المصائد حسام أول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة تقدم فيها ناهيك انه  لا يوجد أي معاق موظف فيها متسائل عن سبب عرقلتة لكونه معاق

 

احتياجات مهمّشة

 

يعيش المعاقين حركيا ( ذوي الاحتياجات الخاصة ) في ظروف صعبة، فهم لا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم، ويفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية للحياة، كتعليم ودعم النفسي والمجتمعي وتوفير احتياجاتهم للحياة

 

 

الإعلام الغائب عن معانات المعاقين

 

إن ما يؤخذ على الإعلام المحلي عدم لعبه أي دور في تسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة  ؛ لإيصال أصواتهم إلى الجهات المختصة ولفت النظر إلى معاناتهم، للاهتمام بهذه الشريحة التي تحدث الإعاقة في زمن الحرب والحصار مما ينعكس سلبا على حياتهم الخاصة ليعتبرهم المجتمع أشخاص لا نفع فيهم

 

ويجب علينا جميعا الوقوف إلى جانب هذه الشريحة وتقديم الدعم والمساعدة لهم لكي يقهرو تحديات الحياة في ظل الوضع المؤلم  الذي تعيشه البلاد

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − أربعة =