الكاتب فاروق مريش يكتب عن فلسفة الرياضيات !!

المرصد نيوز / بقلم – أ/ فاروق مريش 

 

مساؤكم خير معلمي ومعلمات مادة الرياضيات .

 

نرجوكم أيها الفلاسفة الأعزاء أن تغرسوا محبة الرياضيات في نفوس الأبناء .

فمن الرياضيات بدأت الفلسفة ، وبالرياضيات فُهم الكون ، وبمفردات الجبر البولي وضعت قواعد التكنولوجيا ، وبالتفاضل دُرست الموجات ، وبالتكامل حُسبت المساحات والمنحنيات ، وبالهندسة بُنيت الحضارات ، وبالتباديل والتوافيق نهضت شركات الاتصالات ، وبالاحتمالات خُطط للتنبؤات ، فالرياضيات علم وفن ، وسياسة واقتصاد ومؤشرات ، الرياضيات هي الملامح الخفية للفيزياء ، واللوغاريتم المحسوب لحالة الطقس وحركة الرياح التي تجري السفن بها وتنقل عليها الحاويات .

فإذا كانت الرياضة تبني الأجساد ، فالرياضيات حالة من النشاط  الذهني لبناء العقول .

 

أخبروا طلابنا الأعزاء عن أسرار الرياضيات ، ولماذا هذه المادة تسري في تفاصيل الحياة كسريان الدم في الوريد ، علموهم أن حب الله عز وجل لا يقبل القسمة على اثنين ، وأن العطاء في قلب المسلم ممتد إلى ما لانهاية ، وبأن الحياة أجمل وأكمل بالجمع ، والتكافل والكمال يحصل بالقسمة ، وأن السعي في إعمار الأرض معادلة لا بد أن تتساوى بين طرفي الدنيا والآخرة ، فإذا كانت متراجحة الأعمال الصالحة أكبر استحق النجاة والفوز ، والعلاقة عكسية في هذا الإطار .

الرياضيات هي الحياة الموجبة التي يفترض أن نحياها بطاقتنا الإيجابية المليئة بالأمل والتفاؤل والصدق ، مبتعدين عن كل السلبيات ، وأن البشرية التي فينا تغلبها الإيجابية فالموجب في السالب موجب .

 

الورد كلما اجتمع شكّل بوكيه ، والعصي تأبى التكسر حين تصبح مجتمعة ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً .

 

بالرياضيات أيها الفلاسفة الجدد تصبحون امتداداً لابن رشد ، وأبو يوسف الكندي ، والفارابي وغيرهم .

بالرياضيات تشرقون بالمعرفة كما أشرقت العالمة اليمنية مناهل ثابت ، والمبدع اليمني هاشم الغيلي .

 

ابحثوا عن الوسائل المساعدة لتبسيط هذه المادة ، وانقلوا إليهم تطبيقاتها واستخداماتها الحياتية المهمة .

قولوا لهم بكل حنان أن الرياضيات محبة وسلام وتفتيق لمدارك العقل الحاسوبي الذي لا تنتهي عجائبه .

 

الرياضيات مادة تلهم الفنون ، وتعطي للصورة الباهتة ألواناً مُشرقة ، وتربت على وجوه الأطفال معتذرة عن سبب دمار الحروب الذي يحدث باسمها ، رغم أنها من حسبت قوى الألعاب في مدن الملاهي المتناثرة في أصقاع الأرض .

 

الرياضيات حديثٌ لا يجيده سوى من تعمقت في عواطفه الدوال التي تعمل بها المعدات الطبية ، وترعرت في حناياه مراحل القمر وحساباته ، وأبعاد الكواكب وقوانين الجذب المغناطيسي .

 

الرياضيات علمٌ رباني آتاه الله بعض من اصطفاه من خلقه الإنساني : *( تبارك الله أحسنُ الحاسبين ) .*