اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / رسالة الى الوالي : مرضى الثلاسيميا.. مشاهد تدمي القلب وأحاسيس متبلدة ودولة تائهة..

رسالة الى الوالي : مرضى الثلاسيميا.. مشاهد تدمي القلب وأحاسيس متبلدة ودولة تائهة..

 

المرصد نيوز / بقلم /حسن الوريث 

.. مرضى الثلاسيميا.. مشاهد تدمي القلب وأحاسيس متبلدة ودولة تائهة..

صارت شماعة العدوان هي التي نعلق عليها كل الأخطاء والسلبيات والفشل والعجز لمؤسسات الدولة والحكومة وكما قلنا من قبل فان أي مسئول لا يقوم بواجبه أو عجز عن أداء مهامه فإن أقرب شماعة هي دول العدوان.

كانت هذه المقدمة البسيطة من وحي المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس وزارة الصحة العامة والسكان عن آثار العدوان والحصار على مرضى الثلاسيميا والتي رمت فيه كل اللوم على العدوان في تردي الوضع الصحي وارتفاع أعداد الوفيات وانعدام الدواء الخاص بالمرضى إلى غير ذلك من المبررات والتي كانت كلها لتبرير الفشل والعجز وتحميل العدوان السبب وليس كذلك فقط فقد رمت الوزارة بفشلها في هذا الامر أيضا على جهات أخرى في الحكومة .

سيدي الوالي ..

كنا نتوقع ان يكون المؤتمر الصحفي للاعلان عن إنشاء المركز الوطني لرعاية مرضى الثلاسيميا بكافة تجهيزاته ولكن كما يقال ظننت ظنا فخاب ظني وهذا هو حال كافة مؤسسات الدولة والحكومة فمسئوليها يتعلقون بشماعة العدوان للهروب من مسئولياتهم وواجباتهم تجاه الوطن والمواطن وجاء المؤتمر هزيلا لم يقدم أي جديد كنا ننتظره نحن وقبلنا مرضى الثلاسيميا الذين ظنوا كما ظننا نحن ان الوزارة دعت الصحفيين والإعلاميين لتبلغهم بأخبار سارة عن مشاريع كبيرة لرعاية هذه الفئة الضعيفة لكن هم في واد والناس في واد آخر.

سيدي الوالي  ..

ما يجب أن نعرفه جميعا ان هؤلاء المرضى يعانون اشد المعاناة ومن يزور جمعية مرضى الثلاسيميا أو المركز الخاص بها سيشاهد مناظر تدمي القلب قبل العين ولكن مايدمي القلب أكثر هو عجز الدولة والحكومة بكافة مؤسساتها وهيئاتها عن القيام بواجباتها ونحن هنا سنتساءل.. هل العدوان منع وزارة الصحة العامة والسكان من رعاية هؤلاء المرضى وتقديم الخدمات لهم؟ وهل العدوان منع هيئة الزواج من تخصيص مليار ريال أو مليارين لبناء مركز وطني لرعاية مرضى الثلاسيميا بدلا من بعثرة المليارات على مشاريع زواج ومشاريع يغيب أثرها فورا كما هو الحال في ذلك المشروع الذي كلف عشرين مليار ريال وغيره من المشاريع ؟وهل العدوان منع هيئة المقابر من تقديم مليار لدعم تأثيث وتجهيز مركز رعاية مرضى الثلاسيميا وهل العدوان منع الدولة والحكومة من النظر بعين الإنسانية إلى هذه الفئة ورعايتها ؟ وأخيرا هل عجزت هذه الدولة والحكومة بكل أجهزتها من إنشاء مركز وطني لرعاية مرضى الثلاسيميا ووضع خطة وطنية ومشروع لهؤلاء الناس ألذين يعتبرون جزء من هذا الشعب الكادح الذي ابتلي بمثل هؤلاء المسئولين أم أنهم ليسوا كذلك ؟ .

سيدي الوالي..

هل يمكن أن يتم توجيه الدولة والحكومة بتنفيذ هذا المشروع الوطني والقيام بواجبات مسئولياتها تجاه شعبها أم أنها ستظل تلك الدولة الطرشاء والتائهة ؟ .

سيدي الوالي..

لم أتمالك نفسي خلال زيارتي لمركز رعاية مرضى الثلاسيميا الذي تديره جمعية مرضى الثلاسيميا وغادرت سريعا فما شاهدته لا يطيق أي بشر الصبر على مشاهدة أولئك المرضى

دون أن يكون له موقف إنساني يساندهم ويقف إلى جانبهم باستثناء مسئولي الدولة الذين يحضرون إلى المركز لالتقاط الصور بكامل أناقتهم والتصريح لوسائل الإعلام المختلفة عن أهمية هذا المركز وضرورة الاهتمام بهؤلاء المرضى المساكين إلى غير ذلك من المصطلحات التي يتقنونها ويتفننون  في اختيارها إلى درجة يخيل إليك أن هذا المسئول أو ذاك هم من تبرعوا من جيبهم الخاص لإنشاء المركز ودعم الجمعية التي بالفعل تفتقر إلى الدعم الرسمي وربما انها غائبة تماماً عن برامج الدولة وموازناتها المتعاقبة ..

سيدي الوالي..

يقال في المثل الشعبي المصري ” اللي اختشوا ماتوا ” وهؤلاء المسئولين لأنهم لم ولن يختشوا على أنفسهم مازالوا على قيد الحياة ومازالوا على راس هرم المسئولية رغم أن البلد لم تستفد منهم وهؤلاء المرضى الأبرياء بحاجة إلى العطف ولمسات الامل والرحمة والإنسانية أكثر من حاجتهم إلى مسئول يستعرض عضلاته أمام كاميرات التلفزيون وعدسات المصورين الصحفيين بينما لم يقدم لهم شيئاً وكافة الجهات الرسمية ومسئوليها يعملون إذن من طين وأذن عجين وربما أن أحد منهم لا يعرف أين تقع هذه الجمعية وهذا المركز  والكثير منهم لم يكلف نفسه حتى زيارة الجمعية للتعرف على طبيعة عملها ومهامها ودورها في  رعاية هذه الشريحة والأكيد سيدي الوالي ان المسئولية مشتركة بين الحكومة ومؤسساتها والقطاع الخاص وكل من له القدرة في في رعاية هذه الشريحة وتقديم كل ما تحتاجه من الدعم والاهتمام واعتقد ان رجال المال والأعمال الذين يتسابقون لرعاية البرامج التلفزيونية والإذاعية والإعلان  في الصحف والمواقع بمئات الملايين لن يبخلوا عن دعم هذه الشريحة ويخصصون جزء من هذه المبالغ لإنشاء مركز طبي متكامل كما انه مطلوب ان تدرج الحكومة ضمن موازناتها بنود لرعاية هذه الفئة.. فهل يمكن أن تلتفت وزارة الصحة وهيئة الزواج وهيئة المقابر والجهات المعنية لهؤلاء المرضى الذين يقعون تحت مسئولياتها وهم فئة من أبناء الجمهورية اليمنية يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام ولهم  الحق في الحياة مثلما لكم أنتم الحق في التصوير والظهور في القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع والتقاط الصور التذكارية وهي المهمة التي تجيدونها؟..نأمل أن تكون رسالتنا وصلت وان نسمع خلال الفترة القادمة عن إنشاء المركز الوطني لرعاية مرضى الثلاسيميا ليقدم خدماته الطبية والعلاجية لهؤلاء المرضى ودعم الجمعية التي تستحق كل الاهتمام و التقدير لانها حضرت في الوقت الذي غابت فيه الدولة والحكومة بكافة أجهزتها ؟.. ونتمنى أن لا نبقى بين مشاهد مرضى الثلاسيميا التي تدمي القلب ومسئولين أحاسيسهم متبلدة ودولة تائهة بينهما.

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 16 =