اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / هل من توبة في شهر التوبة..؟!

هل من توبة في شهر التوبة..؟!

المرصد نيوز ز /بقلم -طة العامري.
( 7 )
ننتمي لاعظم واعدل وأكرم وأنقاء دين هو الدين الإسلامي الذي أتى مع خير الأنبياء والمرسلين وأكثرهم رحمة ومحبة وتسامح وعظمة فليس لرسولنا المصطفى محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام مثيلا بين الأنبياء والرسل وهو من وصفه الله بصاحب الخلق العظيم وأكدا سبحانه بأنه ارسل نبيناء الخاتم رحمة للعالمين وليس للمسلمين وحسب بل بعثه رحمة لكل البشرية، وقد اتصف صلوات الله عليه وسلامه بصفات نبيلة راقية لم يتصف بها أيا من أقرانه من الأنبياء والرسل، وفي هذا يقول سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا..) صدق الله العظيم..
هذه المكانة التي احتلها رسول الله محمد تستدعي من أتباعه الأقتداء به والسير في طريقه التي سار عليها وجسدها في سلوكه ومواقفه وفلسفته الحياتية وعلاقته الاجتماعية، وان كان هذا يندرج في سياق المستحيل فعلى الأقل أن نأخذ بعض من صفاته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.. غير أن ما نحن فيه يعبر عن حقيقة التيه الذي نعيشه، والذي ابعدنا عن كل ما له علاقة بديننا وبسنة رسولنا الكريم، وما نعيشه اليوم ونشاهد من ممارسات تمارس تحت سماء الإسلام وفوق أرض المسلمين وبين المسلمين الموحدين والمؤمنين _إفتراضا _بواحدية الله وبسنة رسوله المصطفى وبما جاء به من الحق يدل على إننا ابعد ما نكون عن الدين وعن سيرة هذا الرسول العظيم وعن كل ما جاء به من النور والحق، ولأننا كذلك فها نحن نجني ثمار إبتعادنا عن دين الله وسنة رسوله الكريم ونمارس طقوسات ليست من الإسلام في شيء ولا علاقة لها بسنة رسولنا وقيمه وأخلاقياته الرفيعة..!
لماذا؟ لأننا ببساطة أخذنا الدين إلى مسارات سياسية دنيوية تغلبت عليها مطامع ومصالح الدنيا عن كل تعاليم ديننا وسنة رسولنا الذي لو قدرا له أن يعود للحياة لرفض كل ما نمارسه باسم الدين والله وباسمه وسنته واعتبرنا _مجتمعين _ مجرد إعراب والاعراب أشد كفرا ونفاق..؟!
إننا نزعم عبادة الله وحده ولكن لا نعمل بأوامره، ونزعم تمسكنا بالرسول الهادي ولكن لا نعمل بسنته ولا بأخلاقه ولا نقتفي قيمه، وان كنا لا نخشى على الإسلام من اهله بل نخشى على الإسلام من المتأسلمين، فإننا للأسف صرنا وكأننا أمة متأسلمة تقول ما لا تفعل وتعمل بعكس ما تتحدث، وهذا التناقض يضعنا اليوم أمام روزنامة من التحديات الفردية والجماعية والكلية، نعم يقف الإنسان المسلم أمام تحديات ذاتية متصلة بعلاقته بدينه وبسنة رسوله، وما إذا كان فعلا منتميا لهذا الدين ولرسوله المصطفى، ام أصبحت علاقته بدينه ورسوله مجرد طقوس روتينية، طقوس يوظفها البعض لتحقيق أهداف ومصالح دنيوية وذات أبعاد وأهداف سياسية، فيما البعض الآخر غافلا عن دينه وعن نبيه بذريعة ممارسة الآخر للدين ولسنة الرسول، فيما هناك من جاء ببدع جديدة أشد ظلما وظلامة وجهلا وتجهيلا بدين الله وسنة رسوله..؟!
ثمة شواهد تدل على إننا لم نفهم ديننا وسنة نبينا، وإننا ابعد ما نكون عنهما وعن القيم الروحية التي تتجسد بهما، كما أن شيوع مظاهر الفقر والجهل والظلم وغياب العدالة والحرية والكرامة في أوساط المجتمعات الإسلامية، ظواهر تؤكد إبتعادنا عن ديننا وعن قيمه الروحية السامية وكذا إبتعادنا عن نبينا وقيمه الأخلاقية وسلوكياته التي لم نجد من يمثلها أو حتى يتقمص بعضا منها وخاصة في زماننا هذا الذي تشير كل أحداثه وتداعياته إننا أبعد ما نكون عن هذا الدين وقيمه العادلة، وعن نبينا الخاتم وسيرته وسنته المجبولة بكل مكارم الأخلاق.. والمؤسف أن كل من يبرز في أوساطنا رافعا راية ( التطهير السلوكي والعقائدي) وإصلاح اعوجاج ما خلفته تداعيات الأحداث وخاصة فيما يتصل بالعقيدة والسيرة النبوية، نجد أن هؤلاء أيضا سرعان ما تجرفهم النوازع السياسية وتداعياتها المؤلمة والتي يطغى عليها الهم الدنيوي على كل ما جاء به الدين وما أسسه الرسول الكريم وتركه لنا من سنن تصب جميعها في ترسيخ شريعة الله وتكريس قيم نبيه الكريم..
أن الدين الإسلامي ليس هذا الذي يمارس في عموم ديار المسلمين، لأن ديننا وبكل بساطه هو دين الحق والعدل والحرية، وهو دين حافظ للكرامة الإنسانية، ورافض لكل أشكال الظلم والقهر والتعسف، وهو دين مكارم الأخلاق التي يقول سيدنا ونبينا ورسولنا الخاتم _إنما بعثت لإتمام مكارم الأخلاق _ في تأصيل على أن الدين وقبل أن يأتي بالأنظمة والشرائع والحدود، جاء ليجسد ويرسخ مكارم الأخلاق، فالدين هو حسن الخلق كما وصفه رسولنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام..؟!
إذا أين نحن من قيم ديننا؟ واين نحن من أخلاق رسولنا؟ هناك فجوات وليس فجوة بيننا وما نمارسه في حياتنا اليومية من سلوكيات، وبين ديننا وما أمر به، وبين رسولنا وما أمرنا باتباعه من السلوكيات.. هذه الفجوات أصبحت تشكل عائقا بيننا وبين ديننا ورسولنا، على خلفية ما تركت من ثقافة تراكمية وطقوس يومية عابرة ناخذ بها مقتفين إثر اسلافنا الذين خاضوا معارك دنيوية على حساب قيم ومفاهيم الدين وتعاليمه وتشريعاته التي جاء بها كتاب الله (القرآن الكريم) الذي يكفي عند تلاوته والتأمل في نصوصه ومعانيه، تدرك أن كل ما يعتمل في الواقع لا ينتمي لهذا الدين ولا لهذا الكتاب الكريم الذي كل ما يحويه من نصوص ربانيه وتعاليم يتناقض بالمطلق مع كل ما يمارس على الواقع من قبل المسلمين _المفترضين _الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى (نسو الله فأنساهم أنفسهم)..؟!
يتبع

عن المرصد نيوز

6 تعليقات

  1. Yesterday, while I was at work, my cousin stole my apple
    ipad and tested to see if it can survive a 30 foot drop, just so
    she can be a youtube sensation. My apple ipad is now destroyed and she
    has 83 views. I know this is totally off topic but I had to share it with someone!

  2. Heya i am for the first time here. I came across this board and I find It truly
    helpful & it helped me out a lot. I hope to give something again and aid others like you helped me.

  3. Greetings from Idaho! I’m bored at work so I decided to check out your website on my
    iphone during lunch break. I love the info you provide
    here and can’t wait to take a look when I get
    home. I’m amazed at how fast your blog loaded on my phone ..

    I’m not even using WIFI, just 3G .. Anyhow, fantastic site!

  4. I’m not that much of a internet reader to be honest but your blogs really nice,
    keep it up! I’ll go ahead and bookmark your website to come
    back down the road. Many thanks

  5. Hello, I think your blog might be having browser compatibility issues.
    When I look at your blog site in Chrome, it looks fine but
    when opening in Internet Explorer, it has some overlapping.
    I just wanted to give you a quick heads up! Other then that, very good blog!

  6. Hello Dear, are you in fact visiting this web page regularly, if
    so then you will absolutely get fastidious know-how.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + واحد =