الكاتب فضل الأشول يكتب عن سماسرة تجار البذور المستوردة

المرصد نيوز |بقلم /فضل الاشول

في منطقة رصابة 14 كيلو شمال مدينة ذمار وعلى مقربة من الخط الاسفلتي السريع يقع ناظريك على عشرات من بيوت الشبك التي أصطفت بعناية وبطريقة هندسية بارعة الملامح تنم عن مشروع استراتيجي ضخم تتوخى من ورائه الشركة العامة لإكثاربذورالبطاطس التي أنشأت المشروع ، إلى إحداث نقلة نوعية إضافية لخطوات سابقة في مجال ( الاكتفاء الذاتي) من بذور البطاطس المنتج محليا “الذي تحقق بالفعل” وبالتالي إنفاذ قرارات منع الاستيراد الذي يكبد الاقتصاد الوطني “الميت سريريا” أصلاً الملايين من “النقد الاجنبي” الذي يذهب ويمكث في جيوب “المرابين” و”السماسرة” أما البذور المستوردة “فتذهب جفاءً” ولا ينتفع بها الناس ، بل على العكس قد تكون في الغالب الأعم “مضروبة” وتحمل أمراض مدمرة للتربة الزراعية الوطنية .
بخلاف البذور المحلية … فإلى جانب أنها تضمد جراح “النقد الأجنبي” من الإستنزاف الجائر فهي خالية من الأمراض وتتمتع بمواصفات وجودة عالمية لا يرقى إليها الشك والمزارعون يعرفون ذلك جيدا ..!!

فأي عقل هذا الذي يسكن رأسك “أيها المسئول” عن أقواتنا المؤتمن على أرواحنا ومستقبلنا ، يدفعك “مهما كانت المغريات” إلى أن “تستبدل حصاننا الأبلق” “بدابةٍ عرجاء” مستوردة” ..
إنه “العار” و”الشنار” وسوء “عقبى الدار” وبريق “اليورو” والدولار” ..

أثناء زيارة تشرفت بها رفقة بعض الزملاء لبيوت الشبك المشار إليها سلفا والتابعة ل “الشركة العامة لإكثار بذور البطاطس ” كان اللافت إخضاعنا جميعا لإجراءات “تعقيمية” صحية صارمة وكأننا ندلف إلى غرفة عمليات جراحية وليس إلى بيوت شبك … إنها تدابير دقيقة أثلجت صدورنا كونها ضرورية تقي الدرنات والشتلات من أي تلوث أو أمراض قد يحملها الزائر في جسده أو ملابسة .. علما أن المختصين يتحدثون عن زراعة نحو 5 مليون و600 ألف درنة عدا الشتلات … .. هل عرفتم لماذا تتفرد الشركة بإنتاج بذور لها كل تلك المزايا والمواصفات التي تضاهي جودتها جودة كبريات الشركات الدولية ذائعة الصيت في هذا المضمار الزراعي الهام …

على المجلس السياسي الأعلى استشعار مسئولياته الوطنية والقومية من خلال التطبيق الحرفي والصارم لمنع الاستيراد وإنزال أقسى العقوبة بمن يخالف المرسوم الرئاسي أو يحاول انتهاكه وتمييعه تحت أي مبرر ..! والوقوف الجاد ، الداعم والسخي لجهود الشركة العامة لإكثار بذور البطاطس وكل مؤسسة وطنية تسعى عمليا إلى إحراز هدف إستراتيجية “الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي” ..
وسوى ذلك فخامة “المجلس الأعلى” … حرث في الماء وحفلة تنكرية “لتجرع” السم ..ضحيتها مشروع اليمن الزراعي الكبير …!!

!