اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / غير مصنف / *المُلحلِحَة*

*المُلحلِحَة*

 

                               *المُلحلِحَة*

المرصدنيوز/كتبه/ فاروق مريش 

الجزء الثالث 

– أنت داري أن أهلي محد منهم يسأل عليا وكل واحد مشغول بنفسه وجهاله .
– صدقك والله ، قدنحنا سع يوم القيامة بهذا الزمن ، نفسي نفسي .. 😢
– هيا خاطرك يا أم سليم ولو خرج صاحب الفلة يسهر ، عدجي عندك إن شاء الله .
– لا تنسيش ، ضروري تعرفي اش فعلت أم فيصل .

رُفع بعد ذلك أذان المغرب ؛ ليعم صمت المدينة المعتاد ، ويدخل الصغار المزعجون إلى منازلهم قبل الكبار ، وتهنأ البطون الجائعة بسبب الصيام بأصناف الأطعمة وأشهاها ، في حين أن هناك بطونٌ خاوية تستجدي خالقها لقمة حلال تسد بها جوعها المُنهِك .

لفَّت أم سليم عباءتها وذهبت تصلي العشاء والتراويح في مسجد الحي الغربي من مدينة عروس البحر الأحمر ، فالتراويح لدى بعض النساء هي فرصة للترويح عن النفس والخروج من الروتين ، واللقاء والتعارف مع نساء الحي .

درجة الحرارة في المسجد مرتفعة ، ولا يخفف من وطأتها سوى المراوح التي تعتلي الرؤوس وتجلب معها الصداع الشديد ، وأم سليم تصلي العشاء ومن ثم ركعتين وترجع إلى جدار المسجد الخلفي لتريح ظهرها من تعب وإرهاق صناعة اللحوح ، وتتخذ موقعاً مناسباً ؛ لتراقب صديقاتها من الموجود ومن الغائب ! فتخبرهن بأن اللقاء والسمرة قد تأجل والتغى بسبب هروب أم فيصل وإغلاق تلفونها وعدم رغبتها بمجالسة نساء الحارة لأنهن مش قدر المقام . بحسب تعبيرها .
– لا أم فيصل كريمة وطيبة وجربناها بمواقف صعبة وما ترد أحد أبداً . هكذا قالت أم زياد .
– هي طيبة صح ، بس هذا الموقف بينت حبها على حقيقته ، وقد جربتها من قبل لما بنتي عملت العملية ما رفعت سماعة ولا زارتنا كأنحنا مش جيران .
– قومين صلين أنتن في جامع ، بطلين هدار خلين النسوان يصلين . هكذا قالت إحدى المصليات التي كانت تشرب من براد الماء الموجود بمدخل مصلى النساء .

خفتت صوتها وقالت لأم زياد تعالي زورينا اليوم نسمر سوا أني وبيان وانتي ..
– حاضر إن شاء الله بعدما أعشي الحاج وأشربه العلاج .

بعد أن خرج صاحب الفلة أبو وليد ، غادرت بيان ومعها ابنها الصغير سيف نحو منزل أم سليم بحسب موعدهما ..
طرقت الباب لتستقبلها أم سليم : يا حيااااا بك وسهلا فوق عيني وراسي يا بنتي ، أخيراً دعستي باب بيتي ! ادخلي ادخلي . اليوم نَحِسْ إنه رمضان صدق .
لم تمض سوى ربع ساعة حتى طرقت الباب أم زياد : ياااا حياااااا بكن وسهلا ، شكله الليلة ليلة القدر .
صوت سليم من داخل : ليش ليلة القدر يماه ، تحسسينا أن الضيوف ملائكة ، هن صاحباتك حق يومية .
تعم المكان ضحكات مختلطة .

– أم سليم : نورتين بيتي المتواضع والله ، والمسامحة على ريحة الرنج ، شفت سقف المطبخ مسود من دخان اللحوح قلت أرنجه قليل .
– أهاااا قدك مرنج يا خالة هههههه . قالت بيان .
– المرة لما تترمل يا بنتي تقع مرنج ومليس وطباخ وكهربائي ونجار ودكتور وكل شيء يا بنتي .
– بيان : ها . لما تترمل ؟ لما تترمل بس ؟
ولما تتطلق كمان تقع حارس ههههه اح بس .
– أم زياد : مش بس لما تترمل أو لما تتطلق ، كمان لما يعجز زوجها تحنب حنبة معاتقدرش تحك ظهرِه .
– أم سليم : أحك لك ظهرك ! هههههه .

رنّ هاتف أم سليم ليظهر في الشاشة أم فيصل يتصل .
– أم سليم : مش معقوووول أم فيصل تتصل ، أهلا بأختي وعيني وتاج راسي ..
– أم فيصل بصوت مبحوح : سامحيني يا أم سليم ما قدرت أبلغ النسوان وأرد لكن خبر لأني مرضت فجأة ، ولي من أمس بالمستشفى العام مرقد .. قالوا حمى فيروسية هذي الأيام منتشر .
– سهل سهل يا حبيبتي الكل قلقات عليك والجامع اليوم كلهن يدعين لك بالشفاء والعافية ويسلمييييين عليك .
تتلفت بيان وأم زياد باتجاه أم سليم وبصوت واحد ومرتفع يوحي باستغراب واستنكار : ايييييش أم فيصل مرييييييض ؟

 

يتبع مسلسل المُلحلحة 👩🏾‍🍳
الجزء الرابع يوم السبت القادم إن شاء الله ..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =