اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / غير مصنف / المُلحْلِحَة

المُلحْلِحَة

                   *المُلحْلِحَة*

المرصدنيوز/كتبه /فاروق مريش

الجزء الرابع

سكَنَ الليل في منتصفه ، وعادت بيان وابنها إلى غرفتهما الصغيرة في حوش الفلة الكبيرة ، لتجد أن ثمةَ شيء غريب ! عندما لاحظت أن باب الفلة مفتوح وهناك ضوءٌ خافت يتسلل من الداخل باتجاه الحوش ، تساءلت : أيعقل في هذا الوقت المبكر أن أبا وليد قد عاد ؟ ولكن ، سيارته غير متواجدة بمكانها المعتاد !
هل رجعت زوجته وأولادها من العمرة قبل التاريخ المحدد في نهاية شهر رمضان ؟

تقدمت خطوات باتجاه المدخل الرئيسي وأقدامها تكاد تجرها جراً من شدة الفزع والخوف ..
تراجعت .. ماذا لو كان هناك لصوصٌ مسلحون في الداخل ؟
فتحت باب غرفتها ، واحتضنت ابنها الصغير وأشارت إليه أن لا يصرخ أو يصدر صوتاً وأنها ستغلق الباب وستعود بعد قليل ..
أغلقت باب غرفتها الخشبي بهدوء ، وصرخت من مكانها : يا بو وليييييد .. يا بو ولييييد ..
لا صوت يجيب ، وهي تكرر النداء وتصرخ يا بو وليد أنت داخل ؟
من اللي داخل البيت ؟ من اللي فتح الباب ؟ يا أم وليييييد ؟
سمعت بكاء ابنها : يماااااه ، اماااااه .
خطوة للأمام لمعرفة اللص وكشف جريمته ، وخطوة للخلف ؛ تسكتُ ابنها وتطمنه .. ولا صوت في الأفق غير صوت المآذن المترنمة بصلاة القيام .
وقفت بباب غرفتها هُنيهة ، هدأ ابنها ودمعة تتدحرج على خده ، رأى أمانه الوحيد وملاذه الأخير بعد مغادرة والده وتخليه عنه بدون رجعة .. لم يكن الطفل يتفهم حجم الذعر الذي أُصيبت به والدته ، ولا يدرك بأنها سقطت في هاوية الأسئلة والمصير المجهول ؟
ماذا لو انسرق البيت وأنا غير موجودة ؟
كيف ستكون حياتي القادمة بعد أن يطردني أبو وليد ؟
ماذا سأقول لهم ، أين كنتُ ؟ ولماذا غادرتُ المنزل بدون إذن ؟
يا الله ، ارفع مصيبتي فقد سقطتُ في ورطة ..💔
لماذا صدقتُ أم سليم وسهرت عندها ! 🥲

أثقلت كاهلها الأسئلة التي لم تتوقف منذ زمن ولكنها هذه المرة قاسية وشديدة ، فانكبت في البكاء مستندة إلى حائط الغرفة ، واضعة ابنها في حضنها ورأسها في صدره ، ياااااا رب .. عزني ولا شلني يا قادر يا كريم .

فكرت أن تتصل بأم سليم لتخبرها بالوضع ، لم يعد لديها أية حيلة غير الاتصال بأُم سليم : ألو .. دخلت البيت وباب الفلة مفتوح وما قدرت أدخل ومحد يجاوب .
– مَو تقولي ، طيرتي حسي يا بنت .. أتصلتي لابو وليد تتأكدي منه هو رَوح أو عاده ؟
– خفت أتصله ويصيح فوقي ليش خرجت .. ليتني ما صدقتك ولا جيت عندك قدنا ساكه مشاكل في مكاني ..
– انتبهي تتحركي شاجي لك ذلحين .. أوقفي بباب غرفتك لو يكون في مسلحين .
– طيب طيب اسرعي الله يحفظك .

لبست ملابسها السوداء وأخذت معها ابنها سليم واتجهت إلى الفلة ، لتجد بيان متجمدة في مكانها وهي تحتضن ابنها بكل قواها المرتجفة ..

أخذت حجرة كبيرة بيدها وقالت : تعال يا سليم .. اطمني يا بيان ، وتقدمت تجاه الباب بشجاعة ، ودقدقت بالحجر على الباب : هيييي من اللي فتح الباب ، هيييي يا جن مالكم مطنشين .
– بيان : وطي صوتك لو سمحتي شغيروا علينا الجيران .
– صبرك بس .. تعال يا سليم وقلبها يخفق بقوة ، ومع ذلك دخلت الفلة وأضاءت كافة الغُرف والصالات والحمامات والمطبخ والممرات .. وقالت : يا سليم اطلع السقف وبنتظرك هنا ، لو في حاجة صيح لي .
أخذ سليم سكين من المطبخ وصعد بحذر ليلاحظ أن باب سقف الفلة مغلق بقفل من الداخل ، نادى لأمه : يماه الباب مقفل بقفل من داخل .
قالت له انزل تعال نشوف الحوش الخلفي .
أثناء خروجهما من الفلة باتجاه الحوش الخلفي ، فتح أبو وليد البوابة الكبيرة وتسمرت قدميه وهو يشاهد أن بيان وابنها يبكيان ، وهناك امرأة مع ابنها الذي بيده سكين يخرجان من باب فلته ..
– ايش في يا بيان ؟ من فتح البيت ؟ ومن هاذولا ؟
– أأأ أنت فهمت غلط لا ت ت تصيحش لحظة .
– أداااااك الله والمدي كريم . قالت أم سليم .
– تراجع باتجاه الباب يظنها لصة ومجرمة هي وابنها الذي بيده سكين .. ايش معك هنا يا حجة انت وابنك ؟ ومن باقي داخل البيت ؟
– هذي أم أم أم سليم جار ر رتنا اللي تد د دي لنا كل يوم لحوح ، أنا خرجت البقالة ب بسرعة ..
– أيوه .
– ورجعت وشفت ت الباب مفتوح ومحد يجاوب .. خفت ادخل وحدي أت تصلت ب بها ..
– صدق ولا عنك لا صدقت .. البنت يبست من الفجعة .. قلنا شنعمل بك خير بس أنت شكلك مش حق خير ..
– أهااا .. طيب هات السكين يابني وارجمي الحجر .. شكله حصل سوء فهم وغلط ، أنا رجعت قبل نص ساعة وخرجت أتسحر وأنا أتكلم بالتلفون مع العيال ، وشكلي خليت الباب مفتوح .. قد كنت شاكك غلقته أو لا ..
– يعني أنت اللي خليته مفتوح ! الله يساااامحك وأني تجمدت من الفجيعة .. وانفجرت باكية يا رب عزني ولا شلني ..
– يا بنتي كنتِ بتتصلي بي وتتأكدي ..
– خفت تصيح فوقي وتقلي مهملة وفلت البيت وخرجت .
– لا يا بنتي ، الناس للناس واحنا نعتبرك واحدة مننا ، والله لو يدخل سارق ما يحصل قدامه إلا دواليب وجزم هههه ..

– أم سليم : والله انك طيب يا حاج ، أمانتك هذي البنت وابنها ..
– أبو وليد : لا توصي حريص يا حجة ، وعيناه المتلألئة تنظر لتلك العينين المتوسلة …

 

يتبع مسلسل المُلحلحة 👩🏾‍🍳
الجزء الخامس يوم الاثنين القادم إن شاء الله ..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 2 =