أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير وتحقيقات / ترقب مخدعها الأخير .. لتأوي إليه بصمت دون نحيب

ترقب مخدعها الأخير .. لتأوي إليه بصمت دون نحيب

عندما ينهش الجسد الحرب والمرض وغياب فاعلي الخير

في بداية عقدها الثاني تغادر قريتها في تعز لتسكن وحدات غسيل الكلى وعيادات القلب بصنعاء .. 

ترقب مخدعها الأخير .. لتأوي إليه بصمت دون نحيب .

المرصد: صنعاء / محمد القيداني 

يظل الإنسان اليمني هو الجرح النازف الذي يدفع فاتورة حساب باهضة الثمن لحرب استعرت واعتلى فيها صوت لعلعة الرصاص ومفردات البارود على صوت الحكمة اليمانية التي لم يعد لها حيز من الفراغ لتتوارى خجلا أمام شلال الدم اليمني في بلد نهشت جسده وجسد أبنائه بصور ومآسي شتى .

لا تملك وأنت تشاهدها بوجهها الطفولي البريء وهي تتوكأ على سواعد والدها ببشرته السمراء .. وتجاعيد الزمن قد ألقت بظلالها على محيا وجهه المثقل بالهموم إلا أن تكتم بداخلك حسرة وتبلع مرارة المشهد وهي بالكاد تصعد درجات السلم المؤدي إلى وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري بصنعاء .

فالفتاة نبيلة سلطان جميل محمد عبد الرب في مقتبل عمرها وتبدأ عقدها الثاني ذات العشرون ربيعا شاءت الأقدار أن تصاب بفشل كلوي قبل أن يؤكد الأطباء أنها مريضة بالقلب أيضا .

يقول والدها الحاج سلطان جميل لم يمر على مخيلتي أني سأعيش وجعا لا حدود له وألما يفقدني القدرة على الصبر وأنا أشاهد ابنتي لا حول لها ولا قوة تكابد وجعها بصمت وهو ينهش جسدها الهزيل بوحشية جارفة .

ويضيف قائلا : لقد تضاعف الهم وتكاليف الإبقاء على روحها جراء الحرب الذي أجبرتنا على مغادرة قريتي في تعز والتوجه صوب صنعاء .

فالحاج سلطان جميل محمد عبد الرب من قرية خربة عزلة المداحج الأسفل ناحية التربة بمحافظة تعز  .

وأضاف نقع في المنتصف بين تعز وعدن وإن فتح الخط اليوم يكون أحيان مغلق بسبب الحرب وابنتي كدت أفقدها ذات مرة بسبب عدم استطاعتي الوصول إلى مشافي تعز لإجراء الغسيل الكلوي لها .

غادر الحاج سلطان جميل قريته بمحافظة تعز يحمل على كاهله هموما لا تقوى الجبال على تحملها كونه من أسرة محدودة الدخل تعتمد على الزراعة البسيطة ليصل إلى صنعاء ليستضيفه أحد أقاربه في منزله الكائن في شارع الثلاثين في منطقة شملان وبعد ذهابه بابنته للأطباء في مشافي العاصمة صنعاء متنقلا بين مستشفى الثورة والجمهوري وبعض العيادات الاستشارية الخاصة فوجئ بأن ابنته أيضا مصابه بمرض القلب لتضاعف الأقدار ذلك الحمل والوجع .

تقول نبيلة أحمد الله على ما أصابني ولست خائفة من الموت فالموت حق مكتوب على الجميع .. لكن ما يؤلمني أن أشاهد ما يعانيه أبي وأسرتي من حزن وألم جراء ما يعانيه من تكاليف العالاج الباهضة  والمبالغ الكبيرة التي استدانها بعد أن باع كل ما نملك كي يتكفل بعلاجي .

تضيف وابتسامة على وجهها الطفولي أريد أن أنام بصمت فاريح واستريح .. قاطعتها ما تقصدين بذلك ؟! ردت بإشارة بإصبعها نحو الأرض والغريب أن ابتسامتها لم تخفت .. فعرفت ما تعنيه ..

يقول والدها لقد تعبت ابنتي وأسعفتها الى مشفى الثورة بصنعاء اشتريت لها ثمان إبر طلبها الطبيب كلفت مبلغ مائة ألف ريال وإجمالي التكاليف لمدة أسبوع بلغت 280 ألف ريال ولي الآن قرابة ثلاثة أشهر عند أحد أقاربي أدخل مع ابنتي غرفتنا لا أقوى على النوم حتى الصباح هي تتوجع في إحدى زوايا الغرفة وأنا وأتلوى كمدا وأنا أشاهدها على تلك الحالة ولا أقوى على عمل شيء لها .

قصة مروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في وطن سلب من أبنائه حقوق المواطنه في ظل غياب الدولة وشظى الحرب والدمار الذي يفتك بنا فهل تجد نبيلة التي لم تستطع إكمال دراسة الثانوية العامة يد خيرة وبعضا من ضمير الإنسانية كي تلامس ألمها برفق أم أنها ستغيب عنا ولا عزاء لها إلا رحمة رب العباد أن يمن عليها برحمته ..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + 9 =