دكاكين حازب !!

كلام الناس (46)

المرصد – بقلم – حسن الوريث 

قال الراوي.. يا جماعة الخير هل تلاحظون انتشار الجامعات والكليات والمعاهد  الخاصة في مختلف التخصصات وخاصة الطبية إلى درجة أنها صارت في كل حارة وفي كل حي ؟.

قال الراوي.. ماهو السر في هذا الانتشار العجيب ؟ وهل هذه الجامعات والكليات والمعاهد لديها تراخيص من الجهات المختصة ؟ وهل الجهة التي تمنح التراخيص لديها شروط ومعايير ومواصفات لإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد أم أن الامر عشوائي؟ وهل هذه الجامعات والكليات والمعاهد لديها الكوادر التدريسية الكفؤة والمناهج التعليمية المحكمة والمقرة من اللجان العليا للاعتماد الأكاديمي أم أن هذه اللجان بعيدة عن كل ما يجري ؟ والاهم من هذا كله هل ستكون مخرجات هذه الجامعات والكليات والمعاهد بالشكل المطلوب أم أن الأهم هو الشهادة؟ وهل هناك مؤامة بين احتياجات سوق العمل ومخرجات هذه الجامعات والكليات والمعاهد حتى لا يجد كثير من خريجيها انفسهم في الشارع بدون عمل كمن سبقوهم؟ .

قال الراوي.. انتشار هذه الجامعات والكليات والمعاهد الخاصة بهذا الشكل يثير الريبة والشك والتساؤلات عن الجهة التي تمنح التراخيص لها وتسمح بهذا التكاثر إلى درجة أنها صارت كالدكاكين في انتشارها وأصبحت الجامعات والكليات والمعاهد الخاصة كما يقول المثل الشعبي المصري “على قفا من يشيل ” ..وأصبح تأثيرها مخيف على الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية التي افرغت كثيرا من مصمونها وبدأت تبحث عن المال وصار مايسمى بالتعليم الموازي هو النظام السائد  في الجامعات الحكومية وفي نهاية المطاف كل ما يحصل عليه الطالب هو ورقة تسمى شهادة لا تسمن ولا تغني من جوع والاف الخريجين العاطلين عن العمل يؤكد هذا الكلام؟.

قال الراوي نتمنى أن يصل كلامنا إلى من يهمه الأمر وان يتم وضع حد لهذا التكاثر الهلامي لما تسمى بالجامعات والكليات والمعاهد الخاصة من خلال ليس وضع المعايير والمواصفات والمقاييس لها ولكن الالتزام بها ولا نعتقد أن ما يجري له علاقة بتلك المعايير بل له علاقة بأمور أخرى والا لما حصلت ٢ بالمائة من هذه الجامعات والكليات والمعاهد على تراخيص ويمكن لكم زيارة جامعة واحدة أو كلية أو معهد ولو بشكل عشوائي لتتأكدوا من هذا الكلام ولو تم تطبيق معيار واحد من معايير الجودة المتعلقة بالمباني لتم إغلاق كافة هذه الجامعات والكليات والمعاهد الخاصة فما بالك لو تم تطبيق بقية المعايير.. كما نتمنى أن يتم وضع سياسة تعليمية جامعية حقيقية للتعليم الحكومي ودراسة احتياجات السوق لتكون المخرجات وفقا لها والابتعاد عن ما يسمى بالنظام الموازي الذي تحول الى جباية بغض النظر عن جودة التعليم ويمكنكم أيضا عمل جولة في الجامعات الحكومية وأولها جامعة صنعاء التي تدهور فيها التعليم إلى درجة مخيفة ومرعبة.. نأمل أن تكون هذه الرسائل وصلت وان يكون هناك حرص على تعليمنا العام والجامعي وان لا يكون الأمر فقط مجرد جباية فمستقبل بلادنا مرتبط بهذه المؤسسات التعليمية وجودتها اما اذا استمر الأمر كما هو انشاء دكاكين فوق دكاكين فابشروا بمستقبل مظلم والعهدة على دكاكين حازب .. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو ؟؟.