(قصة قصيرة) :إرادة الثلاثة ووهن الرابع

 

المرصد نيوز 

ق . ق ( قصة قصيرة ) 

 

في قمة النشوة الناتجة عن تناول شجرة القات ، بدأ الأربعة الأصدقاء ثرثرتهم الجارفة .. تنامت حالة الخدَر اللحظي فبلغت ذروتها ..

 

*قال عبد اللطيف* : يا شباب ما هي العادة التي تعيقك في الحياة ، وإن أقلعت عنها ستنجز في حياتك بشكل أكبر ؟

*أجاب رامي *: بالنسبة لي لو تركت تناول القات فسيتحسن وضعي 300‎%‎ ، لأنّه يستنزف مني المال ، والعمر ، والصحة وبدونه أشعر برضا لا محدود ، وإن فكرتُ يوماً بالغربة فلأجل الابتعاد عنه .

 

*أمّا ريدان فعقّب قائلاً *: الحمد لله لا يوجد أي اعتياد سلبي في حياتي ، فيومي أقضيه في العمل ، وبعد العصر مذاكرة وجلوس مع الأولاد ، ومكوثي في المسجد بين المغرب والعشاء يمنحني رضا كبير .

 

ما شاء الله حياة منظمة يا ريدان . *هكذا قال رؤوف *، ثم أضاف عن عاداته قائلاً : لو يعود الزمان لمرحلة ما قبل الموبايل فسأنجز أكثر ، فالموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نشعر بالإنجاز اللحظي وفي الحقيقة يمكننا تسميته وهم الإنجاز ، ووجودك في بيئات مهنية تضطرك لاستخدام ما يستخدمه كل من حولك .

 

*قال عبد اللطيف *: فعلاً كلامكم جميل وواقعي ، لكني أعاني من آفة الآفات ، وهي عدم الانضباط والتلاعب بالأوقات .

 

احتدم النقاش ، وبدأت المبررات بين الأسباب والحلول ، وخلص الجميع أن الإرادة هي وراء كل إنحاز والعزيمة هي أهم دوافع التغيير ، وتعاهدوا أن يقلع رامي عن تناول القات لمدة أسبوع ، وكذلك رؤوف يغلق مواقع التواصل الاجتماعي لنفس المدة ، ويلتزم عبد اللطيف بمذكرة يكتب فيها المواعيد بدقة ، أما ريدان فأيد خطواتهم الجديدة وبارك التغيير المرتقب .

 

في مساء اليوم الثالث وبنفس التوقيت المسائي للاتفاق الخالد ، أجرى ريدان اتصالاً هاتفياً لرامي ليطمئن عن صحته وهو بدون قات ؟

 

أجابه رامي ساخراً  بكل أثقال السخرية واللامبالاة : أنا الآن مخزن قات ، مع رؤوف المنهمك بالموبايل ، وعبد اللطيف لتوه وصل إلينا متأخراً عن الموعد بساعتين .

 

*حينها سكبت كل سحب صنعاء ضحكاتها الماطرة على رأس ريدان ، الذي فاجأ أصدقاءه بأنه حقق مراد ثلاثتهم ، وبدأ يستخدم مذكرة المواعيد ، وأغلق مواقع التواصل الاجتماعي ، وأقلع عن تناول القات .*

 

 

#فاروق_مريش 🙇🏻‍♂️