أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / الغذاء العالمي ..إعانة ام إهانة لليمنيين?!

الغذاء العالمي ..إعانة ام إهانة لليمنيين?!

 

المرصد/ بقلم / زبين عائض عطية 

 

يقف أحمد امام لجنة تبصيم خاصة بصرف الغذاء العالمي والى حواليه افراد عائلته الصغير والكبير ..يظهر على وجهه الشقاوة والبؤس والفقر الممزوج بالإستحياء والخجل والإنكسار  في حين زوجته واطفاله يحاولون الهروب من نظرات الناس اليهم .

هذا مشهد من الآف المشاهد لإناس ينهكهم الجوع من ناحية وتهينهم منظمات صرف الغذاء من ناحية ثانية واحتقار المجتمع من جهة ثالثة والحاجة من جهة رابعة ..!

 

لاشك ان الكرامة والشرف هما أغلى ما يملكهما الإنسان اليمني وقد يمكن يضحي بحياته وماله من اجل لا تخدش اي منهما وهذه سمة ليست مصطنعة او وليدة اليوم بل غريزة تولد معه على الفطرة وباتت جزء من هويته وارثه ..لكن يبدو ان القائمين على برنامج الغذاء العالمي قد قرروا القضاء على ماتبقى منها في زمن الحرب مقابل فتتات لايسمن ولايغني من جوع ..!

في كل مرة تصطنع المنظمات القائمة على عملية توزيع وصرف مخصصات الغذاء طريقة وآلية جديدة لاتراعي خصوصيات المستفيدين او عادات وتقاليد المجتمع المحافظ .

تعقيد الإجراءات في توزيع مخصصات الغذاء للمستفيدين جعلني اشكك في نوايا ومقاصد هذه المنظمات وجدية اهدافها وطبيعة نواياها .

هل هي سياسة تطفيش ?

ام لغرض المساس بكرامة الإنسان اليمني ?

هل لإذلاله واهانته .. ? ام من ضمن سياسات إستثمار اوجاعه والآمه ..? !

هل لغرض اعطاء صوره سيئة عنه واظهاره بمظهر المتسول المنكسر ..?   .. او لاجل استهداف و انتهاك خصوصياته التي ظل محافظا عليها ?  .

 

المرات السابقة ربما كانت الإهانات تمس عائل الاسرة او من ينوبه وهو يسارب في طوابير طويلة لأجل الحصول على القوت المقرر لعائلته المقدم من برنامج الغذاء العالمي  ..لكن هذه المرة توسعت دائرة الإهانة لتشمل جميع العائلة كبيرا وصغيرا ذكرا وانثى طفلا وعجوز وذلك لجرجرتهم الى ماتسمى لجان التبصيم  بعد فرض نظام التبصيم لكل فرد في الاسرة  !

ويا ليت هذا لأجل يُمنحوا عقار سكني ياويهم او اموال تسدد مديوناتهم او لكي يعيشوا بها حياة الرغد والرفاهية. بلا منغصات ولا الآلام ,بل للاسف كل ذلك من اجل الحصول على بضعة كيلو جرامات من الدقيق الردئ ورطلين من العدس الفاسد وجالون من الزيت وذلك مقابل احضار امك وابوك وزوجتك وابناتك وابناءك واتركم في مساربة طويلة امام لجنة التبصيم ..

 

الكل يدرك ان هذه المنظمات تتاجر بمعاناة الشعب اليمني وتتسول بأسمه ولايصل اليه إلا فتات الفتات وليس حتى الفتات .

عائلات من اليمنيين يموت افرادها جوعا

ولا يتسولون ..وهناك آباء تخلصوا من الحياة انتحارا بسبب عجزهم عن اطعام اطفالهم دون يلجوء الى الشحت ِ.

 

ان ياتي رب الأسرة وبمفره شي قد يتقبلها البعض على مضض اما ان يجلب معه نساءه وبناته( معاورة ) واطفاله ويتم تصويرهم امر مستحيل مهما كانت حاجته وان اراد البعض فسيكون محل الاحتقار في مجتمعه ومحيطة .

ونؤكد ان الآف العائلات اليمنية التقليدية المستحقة للغذاء ستختار الموت جوعا كأهون عليها من تخدش كرامتها بالخروج من مساكنها والمساربة في طوابير امام لجان التبصيم الخاصة ببرنامج الغذاء العالم ..وخصوصا في المجتمعات المحافظة امثال شبوة ومارب والجوف ومن امثالها الكثير .مما يستدعي على هذه المنظمات إعادة النظر في قرارها وحتى لايؤثر على الإنسان في مجتمعات تقليدية تتقيد بعادات وتقاليد معينة ولها ضروف و خصوصيات مغلقة .

كاتب وصحافي يمني *

20- 2-2019م

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + ثلاثة عشر =