اخر الاخبار

أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / لاترجمو الوحدة اليمنيه!!!

لاترجمو الوحدة اليمنيه!!!

                                                                                   

                                  المرصد / بقلم –  مطهرتقي

تأتي الذكرى الواحدة والثلاثين لإعادة توحيد اليمن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 وبلادنا في أسوأ احوالها السياسية والأمنية والاقتصادية بعد أحد عشر عاما من  إجهاز بعض القوى السياسية على الدولة وتفرق ايديهم وتغلب اهوائهم الحزبية على حساب التوافق السياسي والاحتكام للدستور والنهج الديمقراطي للتداول السلمي للسلطة (كما تم عام 2006) فكانت الكارثة على أيدي المتشددين بإحتكامهم الي السلاح  وتقسيم العاصمة بالمتارس المسلحة الي نصفين متحاربين وقتل العشرات من الشباب المتظاهر التواق للتغير والعيش بكرامة  فتدحرجت كرة اللهب إلي مختلف المدن كل يثبت اقدامه وقوته السياسية والعسكرية تحت شعارات ظاهرها الثورة والتغيير برعاية خليجية ومباركة دولية وباطنها مقاصد شخصية وتصفيات حزبية ضيقة ظهرت وقويت طيلة قرابة عشر سنوات من وهن الدولة وإسترخائها وفساد بعض رموزها وتفكك تحالفاتها…. فكانت نتائجها الكارثية التي تعقدت سنة بعد أخرى حتى وصلنا الي هذا العام من شهرنا هذا مايو الذي يجعلنا نتحسر على الماضي الجميل زمن فرحة ابناء اليمن بإعادة لحمتهم الوطنية التاريخية الاصيلة وإقامة دولة اليمن الجديد دولة الجمهورية اليمنية زمن التوافق السياسي والازدهار الاقتصادي والمعيشي والتنموي وزمن حرية تنقل المواطن اليمني بكرامته وشموخه في أرجاء وطنه اليمن الكبير الممتد من المهرة شرقا حتى ميدي غربا وله الحق وبكل حرية أن يزور سد مأرب وعرش بلقيس ليتفقد آثار اجداده كما له الحق أن يبني سكنا ويشتري أرضا ويفتح شركة تجارية في عدن او الحديده ويجعل من صنعاء عاصمة دولته مخدعا وسكنا ومقيلا يلتقي فيه بكل اطياف مجتمع وطنه ويتحدث عن همومه الشخصية وأرائه وعن تطلعات حزبه السياسي في بناء اليمن الجديد  بعيدا عن أعين ومراقبة ومحاسبة أجهزة الأمن فحرية الرأي والقول والكتابة الصحفية قد كفلها الدستور الذي نظم أيضا التداول السلمي للسلطة فكانت اول انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة عام 1993 بمشاركة حزبية متنوعة تشكلت بعد الوحدة بعد أن ظل عدد منها يعيش تحت الأرض ومكنتها الوحدة بنهجها الديمقراطي وقوانينها المنظمة لحرية انشاء الأحزاب و ممارسة نشاطاتها الحزبية والصحفية بكل حرية حتى وصل عدد تلك الأحزاب الي قرابة ثلاثين حزبا وعدد الصحف اليومية والاسبوعية إلي أكثر من سبعين صحيفة ومجلة وشقت الطرقات في مختلف أنحاء اليمن حتى وصلت اطوالها إلي أكثر من سبعة عشر آلاف كيلو متر من الازفلت التي منها ماربط اليمن بدول الجوار بخط دائري يبدأ من حرض شمالا حتى عدن ومنها حضرموت ثم المهره شرقا وتواصل الي مأرب ثم العبر ناهيكم عن ربط المدن الرئيسية بشبكة طرق ربطت العاصمة صنعاء بمختلف المدن الرئيسية والفرعية أما بقية المناطق النائيه فقد تكفلت قرابة سبعين الف كيلو متر من الطرق الترابية بربط ابناء تلك المناطق بأخوانهم في مختلف المحافظات اليمنية كما أن الجانب التعليمي بمختلف مراحله وانواعه قد انتشر في مختلف أنحاء اليمن من خلال قرابة ستة عشر الف مدرسه ومثلها من المعاهد الفنية والتعليمية المختلفة وقرابة سبعة وعشرين جامعة حكومية وخاصة وشهدت الزراعه كذلك الاهتمام ببناء سدودها وحواجهزها وقنواتها اهتماما خاصا حتى اكتفت اليمن من استيراد الفواكة والخضار والحبوب بكل انواعها في ماعدا القمح وكذلك المجال الصحي شهد طفرة كبيرة من بناء المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المناطق منها مابنته  الدولة ومنها مابناه القطاع الخاص بفضل حرية حق التملك وحق الاستثمار لكل مواطن في اي منطقة يمنية….

منجزات ومنجزات لايتحملها المقام هنا انجزتها الوحدة خصوصافي المحافظات الجنوبية والشرقية التي حرمت من المشاريع بسبب ظروف مختلفة ولعل أهم  المنجزات التي حققتها الوحدة اليمنية استتاب الأمن في مختلف المحافظات اليمنية والاستقرار السياسي بين كافة المكونات السياسية وكفالة الحرية والكرامة لكل مواطن في ظل الدستور والقوانين المنظمة والتحام النسيج الاجتماعي اليمني بين ابناء الوطن الواحد فإبن المهره حين يزورو عاصمته  صنعاء او الحديده  او حجه يشعر وكأنه بين إخوته وان الدم الذي يسير  في  عروقه هو نفس الدم الذي يسير في عروق أبناء تلك المناطق كما أن ابن صعدة حين يزور عدن او حضرموت فينتابه نفس الشعور.. نعمة عظيمة تلك المنجزات التي حققتها الوحدة اليمنية العظيمه وذلك بفضل غياب الاحقاد والضغائن والمناطقية والسلالية والانفصالية التي زرعتها بعض من القوى المتنفذة المتشدده في الشمال وفي الجنوب  قبل الوحدة بفعل التغذية التي رضعت تلك الأمراض من الاستعمار البريطاني التي زرعها في نفوس أولئك بغرض فرق تسد وهي تلك الأمراض التي ظهرت للأسف الشديد فيما بعد

وقد ظن اليمنيون جميعا وهم في غمرة استقرارهم السياسي والاجتماعي والتنموي أنهم ودعوا الفرقة والانفصال بكل مآسيها ومصائبها  بدون رجعة حتى جأء الزمن الذي استحضر شياطين الإنس فيه من القوى السياسية( المختلفة) قرنائهم من شياطين الوسواس والتآمر من كفرو بنعمة الوحدة والأخوة والمصير الواحد ودعو الله أن يباعد بين اسفارهم ويبدل جنة وحدتهم واخوتهم بمصائب الانفصال وكراهية المناطقية والسلالية والمذهبية… فمزقهم الله شر ممزق بكفرهم بنعمة الله عليهم بالوحدة وسلط عليهم ولاية اعدائهم واعداء وطنهم فعاشو ولازالو اذلاء يأتمرون بأرادة غيرهم وبدلا من أن يلعنو انفسهم على كفرهم بنعمة الوحدة يحاولون تغرير الشعب من البسطاء والكذب عليهم بالإدعاء بأن سبب الوبال المعيشي  وعدم المساواة والتهميش والاقصاء  سببه الوحدة وتناسو  عن عمد وترصد أن الوحدة بريئه  فبعض من السياسيين  من الذين ساهموا بصورة او بأخرى في إعادة الوحدة اليمنية وكانو ضمن دولة الوحدة هم من أساءو إلي الوحدة وهمشو واقصو بعضهم البعض بعد اختلاف مصالحهم الشخصية والحزبية… والوحدة كذلك بريئه من كل ادعاآتهم  من تمزق اليمن إلي كيانات مجزئة يحكمها اليوم من السياسيين الذين تأمرو على وطنهم وشعبهم ورضو أن يكونوا اذلاء متناحرين

فيا أبناء شعبنا أن وحدتكم المباركة التي عشتم زمنها الجميل وتمتعتم بأمنها واستقرارها وازدهارها الاقتصادي والتنموي والمعيشي بكرامتكم وانسانيتكم الذي لازالتو تتذكرون زمنه بريئة من كل ذلك ومن اوصلكم وأوصل شعبنا اليمني كافة الي هذا الوضع المؤلم هم من السياسيين الذين كفرو بنعمة الوحدة وإنقلبو عليها لأغراض سياسية بعد أن عبثو وفسدو وهم في السلطة زمنا قبل وبعد الوحدة وحين تضررت مصالحهم وإختلفو مع غيرهم لم يجدو غير الوحدة ليرجموها ويرموها بالتهم الباطلة ليبرأو انفسهم من الاسائه لشعبهم من الفساد المالي والسياسي وهم في السلطة والبعض الاخر اليوم يسئ للوحدة  بأيعاز من القوى الخارجية التي كانت ضد اليمن ووحدته ولازالت تحلم بالسيطرة على أجزاء من اليمن لتخدم مصالحها من خلال اعوانها وعملائها الذين يتاجرون اليوم بأسم حريتكم وكرامتكم ومعيشتكم

ان حلم إعادة الوحدة اليمنية الي اصلها لم يكن حلم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض ومن كان معهم من رجالات اليمن الوطنيين الوحدويين لوحدهم بل كان حلم رجالات اليمن الشرفاء من ثوار سته وعشرين سبتمبر وأربعة عشر أكتوبر (ومن قبلهم من الوطنيين الذي لم يؤمنو إلا باليمن الواحد) ومن بعدهم الذين سعو بالتفاهم والحوار لإعادة الوحدة اليمنية ومنهم القاضي عبد الرحمن الارياني وسالم ربيع وإبراهيم الحمدي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد ورجال كثر آمنو بإعادة وحدة وطنهم وشعبهم من منطلق ايمانهم بأن في الوحدة قوة وان الوحدة هي الضمانة  لمستقبل اليمن المشرق وهي صمام الأمان من اي اختلاف او احتراب بين ابناء اليمن الواحد ….ومن امنو كذلك بأن الانفصال والتمزق والفرقة ضعف وهوان وتخلف ولااستقرار سياسي او اقتصادي

أخيرا ونحن نحتفل بالعيد الواحد والثلاثين للوحدة المباركة وهو اليوم الوطني لليمن الواحد الموحد اتمنى لشعبنا اليمني أن يخرج من محنة القتال والتناحر والخلاف من تموله الدول الاقليمية لأهداف واطماع خاصة بها وان نحتفل بعيد وحدتنا العام القادم وقد حل السلام وتحققت المصالحة الوطنية الشاملة بين ابناء الشعب اليمني الواحد على الثوابت الوطنية وتحت قاعدة لاغالب  ولامغلوب ونقيم دولتنا المدنية الحديثة  ذات النهج الديمقراطي في ظل الجمهورية اليمنية العادلة بين ابناء الشعب متجاوزين الأخطاء والممارسات التي أسأت لشعبنا ووحدتنا

والله بالغ امره

2021/5/22

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × خمسة =