أخبار عاجلة
الرئيسية / كتابات / في المراكز والعيادات التخصصية.. المرضى فريسة باسم الإنسانية

في المراكز والعيادات التخصصية.. المرضى فريسة باسم الإنسانية

 

 

المرصد نيوز /بقلم/ عبدالحميد الحجازي 

 

الجميع يتغنى باسم الإنسانية التي انبثقت عنها مسميات عدة، كالمساعدات الإنسانية، وخدمة الإنسانية، وقضايا الإنسان، والطب كمهنة إنسانية، وغيرها من المسميات البعيدة في الواقع عن أي إنسانية إلا مارحم ربي.

وفي حديثنا عن مهنة الطب التي تعد من أهم وارقى المهن لأنها تتعلق بحياة الناس والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم التي قدر الله لهم الابتلاء بها.. فالمريض مالغريق الذي يحاول ان يمسك بأي قشة عله ينجو، وقشة المريض وأمله بعد الله تعالى هي الدكتور الطبيب والذي يتحول في بعض الأحيان إلى قشة تقسم ظهر المريض، فيحمله من الاعباء المادية مالا طاقة للمريض بها، بل ان البعض من الأطباء خصوصاً من ذاع صيتهم وشهرتهم يعتبرون المريض فريسة لكسب المال متناسين  الخوف من الله والأمانة التي حملوها على عاتقهم من خلال هذه المهنة الإنسانية.

 

وهذه السطور التي اكتبها اليوم قد لاتكون وافية وكافية للوقوف على جوانب هذا الموضوع، بقدر ماهي كلمة حق يجب قولها، وواقع عايشته أنا وغيري ممن قصدوا المراكز والعيادات الخاصة ذات اللوحات العريضة والمبهرة.

 

ففي زيارتي لأحد المراكز المتخصصة، وهنا سأتخفظ عن ذكر الأسماء ليس خوفاً ولا مجاملة ولكن هدفي تسليط الضوء على المشكلة وليس الشخصنة، على أمل أن تصل رسالتي ويكون لها مردود إيجابي، وربما في الكتابات المقبلة سيكون من الممكن تسمية الأشياء بمسمياتها وشخوصها.

 

ولكن دعونا الآن ننقل إليكم واقع المركز المتخصص الذي زرته.. عند الاستقبال وقبل اي كلام أو سؤال يطلب منك لبس الكمامة ، وهذا شيء طيب كوقاية من انتقال الأمراض والعدوى وثقافة وسلوك رافق وباء كورونا، والمشكلة انه وفي حالة عدم وجود كمامة معك فإن هذا المركز المتخصص سيبيعك كمامة واحدة بمبلغ خمسمائة ريال، فما بالكم بمريض وثلاثة مرافقين، في حين ان سعرها لايتجاوز مائة ريال، والمفاجأة في الاعلان المكتوب في غرفة الدكتور رئيس المركز الذي يحث على ارتداء الكمامة وان المركز يوزعها مجاناً.

 

ماعلينا المريض مسلم أمره لله ثم للدكتور المعالج.. تبدأ مرحلة الترويض بدفع رسوم المعاينة، ثم الفحوصات المخبرية والتلفزونية وفوق وتحت الحمراء والسينية والشينية، وبل ويشترط على المريض اجراؤها في المركز او المختبر المتعاقد معه، وباسعار مهولة، عدا ذلك فتلك الفحوصات مرفوضة ولاينظر فيها الطبيب.

بعد هذا المشوار المضني يقرر الطبيب مشكورا الدواء ولكن يشترط على المريض أخذ الأدوية من الصيدلية الداخلية للمركز بحجة انها الأفضل وأنه لايوجد لها مثيل، مؤكداً ذلك بقوله للمريض: صحتك أهم من الفلوس.. على أن يعود المريض بعد شهر أو أكثر أو أقل ويكون مستعداً لجولة جديدة من المضمار السابق.

 

السؤال هنا لوزارة الصحة والمجلس الطبي الأعلى.. أين الضوابط التي تحدد اسعار المراكز والعيادات التخصصية، وتحمي المريض من جشع بعض الأطباء (التجار)؟

اما ان يترك الحبل على الغارب في ظل هذه الأوضاع والمعاناة التي تتضاعف على كاهل المواطن بسبب استمرار العدوان والحصار،  فهذا هو الظلم بعينه.

 

وللحديث بقية..

عن المرصد نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 3 =